أ. د.عثمان بن صالح العامر
لا أدري لماذا قفزت لذاكرتي لحظة قراءتي خبر افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل مقر النادي الأدبي والثقافي الجديد مساء هذا اليوم الثلاثاء 5-7-1437هـ.. لا أدري لماذا قفزت لحظتها صورة معالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد، وهو يقف على مسرح كلية المعلّمين صباح يوم الاثنين 27-11-1419هـ ليلقي كلمة المحتفى بهم الفائزين بجائزة حائل للإبداع والتفوق والخدمة في عامها الأول، أمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض آنذاك راعي تلك المناسبة التي لن يمحوها التقادم ولن ينساها التاريخ، وفي معيّة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومن حوله في ذلك اليوم التاريخي - على الأقل في نظر الحائليين - عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة والسعادة وأعيان المنطقة وأبنائها.
لقد بدأ الدكتور الرشيد كلمته المعدّة سلفاً يقرأ من ورقة بين يديه، ثم ألقى نظرة على الحضور وهو يثمّن لحائل احتفاءها بابنها فغلبت عَبَراته عِباراته، الأمر الذي اضطره للتوقف عن الكلام لحظات، وعاد بعد أن استجمع قواه تاركاً الورقة جانباً ليتحدث مرتجلاً ومعبراً عن مشاعره الجياشة وهو يُكرَّم في حائل مدينته التي يعشقها حتى النخاع، وعلى يد من؟ وبرعاية من؟ إنها رعاية كريمة من لدن مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي له منزلة خاصة جداً عند الدكتور ناصر.
لقد حفظت عنه - إنْ لم تخن الذاكرة - قوله فيما قال في ذلك الصباح الحائلي المميز: « لقد كُرِّمت من قِبَل جهات عالمية وعربية وفي مناسبات مختلفة، ولكن التكريم في مدينتي وبين أهلي شيء آخر، له طعم خاص». ووعد في ثنايا كلمته أن يظل وفياً للوطن عموماً ولمدينة حائل على وجه الخصوص.
وللتاريخ فقد وفيت أبا فهد بما وعدت وكفيت ، وأنجزت ما أردت، وقدّمت لحائل ما لم يقدمه غيرك من أبنائها بتوفيق من الله عز وجل ثم بمباركة من ولاة أمرنا حفظهم الله، وبجود وفضل وكرم منك ليس له نظير، وما تبرعك السخي لتشييد بيت للمثقفين الحائليين يجتمعون تحت قبته للحوار والتثاقف، إلاّ غيض من فيض مما بذلت وما زلت تبذل بسخاء للوطن عموماً ولحائل وأهلها على وجه الخصوص.
إنني في الوقت الذي أبارك لأدباء المنطقة وكتّابها ومثقفيها هذا البيت الجميل والصرح المميز، أثمّن لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير المنطقة رعايته الكريمة وتشريفه حفل افتتاح مقر النادي الأدبي والثقافي الجديد، والشكر كل الشكر لصاحب الأيادي البيضاء والعطاء الجزل، ابن حائل البار الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد، ولأخيه سعادة الأستاذ صالح بن إبراهيم الرشيد الذي لم يأل جهداً في دعم مشاريع النادي الأدبي وأنشطته المختلفة، فضلاً عن إيصال صوت المثقف الحائلي لمعالي الدكتور ولغيره ممن عرفوا بحب الثقافة ودعم مشاريعها ، ولمجلس إدارة النادي ولمن وقف معهم أبان تشييد المبنى مضحياً بوقته وجهده، جزيل الشكر والتقدير على ما بذلوه ويبذلونه من أجل ثقافة أميز لمنطقة حائل في عصر العولمة الصعب المحفوف بالمخاطر المليء بالتحديات، خاصة الثقافية منها والفكرية، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.