أ. د.عثمان بن صالح العامر
مهما طال الظلام فلا بد من فجر يجلّيه، ومهما حاول المضللون حجب ضوء شمس الحقيقة فلن يستطيعوا إلى ذلك وصولاً، ولذا لا عجب أن تحتفل اليمن منتصف الأسبوع بمرور عام على عاصفة الحزم، وأن يقول الساسة والمحللون من ساحة الاحتفال كلمتهم التي تدلل على طرف مما سقناه في المقالات الثلاثة السابقة.
لقد سجّل المنصفون - في غضون الأيام القليلة الماضية داخل اليمن وخارجه - أحاديثهم وتصريحاتهم التاريخية في حق قيادتنا الحكيمة ورجال أمننا البواسل وشعبنا الوفي. والإنسان السعودي المتابع للصحف الصادرة هذا الأسبوع، والمشاهد للقنوات الفضائية العربية - خاصة الخليجية منها - سيشعر بالفخر والاعتزاز لما أحدثه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جراء عاصفة الحزم، ومن بعدها إعادة الأمل، والتحالف الإسلامي العسكري من تغير مشهود في المشهد الوجودي لهذه الكيانات العربية على الخارطة العالمية، حتى أنّ الساسة والكتّاب والمحللين الإيرانيين صاروا يلمزون قيادتنا بأنهم « الصقور» في مقابل «الحمائم «!!!.
- لقد جمع الله عزّ وجلّ لنا في سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، العزم والحزم في وجه أعداء الأمة والطابور الخامس، فكانت العزة والغلبة والتمكين ليس على مستوى الحكومات فحسب، بل حتى في حق الأفراد، وليس فقط لنا نحن أهل هذه الديار المباركة وقاطنيها، بل سرى هذا الشعور الجميل ليلامس شغاف قلوب الملايين من العرب والمسلمين في كل مكان، يحكي ذلك وينقله من سافر هنا وهناك وأُسمع - من أناس بسطاء وباعة وسائحين فضلاً عن غيرهم من علية القوم وساستهم ومفكريهم - كلاماً صادقاً من القلب عن العهد السعودي الجديد .
إننا نسمع من المقربين لصنّاع القرار، أننا صرنا قاب قوسين أو أدنى من مرحلة جني الثمار لما بُذل طوال العام المنصرم منذ تاريخ انطلاقة عاصفة الحزم وحتى تاريخه .. نعم إنه عام كان فيه الصبر وكانت المصابرة ، وبذل الجهد والمجاهدة السياسية والعسكرية والفكرية ، رحل فيه عنا مجاهدون أشداء قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل رفع كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، والذب عن حياض هذا الوطن المعطاء، نسأل الله لهم الرحمة والمعفرة وأن يتقبلهم الله عنده وينزلهم منازل الشهداء .. وأُصيب فيه آخرون، وهم اليوم على الأسرّة البيضاء نسأل الله أن يكون ما أصابهم رفعاً لدرجاتهم وتكفيراً لسيئاتهم، وأن يمنّ عليهم جميعاً بالشفاء العاجل الذي لا يغادر سقماً.. ومازال الباقون من إخواننا وأبنائنا على الثغور مرابطين، وحقهم الإشادة بهم ودعمهم والدعاء لهم، فهم يستحقون منا الكثير، إذ لهؤلاء الأبطال دَيْنٌ في رقبة كل مواطن ومقيم وزائر نَعِم بالأمن وسَعِد بالطمأنينة والاستقرار في ربوع مملكتنا الحبيبة، والواجب عليه السداد.
إنني على ثقة وتفاؤل أنّ اليمن سينعم ويسعد عن قريب بإذن الله عزّ وجلّ وسيرفل شعبه بالأمن والآمان المنشودين، وكما قال «المقدشي» في خطابه الجماهيري بمحافظة مأرب يوم السبت الماضي ونقلته السياسة الكويتية في عددها الصادر الاثنين المنصرم ما نصُّه: « بفضل من الله ثم وجود زعامة عربية حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبطلب من القيادة الشرعية، أعاد التحالف العربي الشرعية لليمن ودحر المشروع الفارسي.
إن عاصفة الحزم كانت لحظة تاريخية فاصلة في تاريخ اليمن والأمة العربية والإسلامية التي تمثلت في كبح جماح مشروع تدمير اليمن وتمزيق الأمة ...».
بهذا النَّص أختم القول عن هذا الحدث المفصلي في تاريخ أُمتنا المعاصر، شاكراً الله عزّ وجلّ أن منّ علينا بسلمان بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف، ومحمد بن سلمان، في هذا المنعطف التاريخ الدموي الصعب، وأن حفظ بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية، ووقانا شر الأشرار وكيد الفجار وتدليس المبطلين وإفساد الأفّاكين، ودمت عزيزاً يا وطني، وعاد اليمن سعيداً، وإلى لقاء والسلام .