أ. د.عثمان بن صالح العامر
بعد أن أُعلن رسمياً في 21 أبريل 2015م الانتهاء من عاصفة الحزم التي بدأت في 26 مارس - آذار 2015م، بشنّ غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح - كما سبق وأن عرضت في مقال الثلاثاء الفائت -، أقول: بعد ذلك أعلن المتحدث الرسمي لقوات التحالف عشية ذلك اليوم « 21- أبريل - 2015م بدء عملية نوعية أُطلق عليها اسم (إعادة الأمل)، ونصّ بيان القوات المشتركة التي تقودها المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية المخطوفة في اليمن على أنّ من بين أهدافها الجوهرية:
- الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب، وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية.
ومع أهمية الحديث عن جميع ما جاء من أهداف في البيان المذكور أعلاه، فإنني هنا أشير على عجل للجهود المكثفة المبذولة والمتابعة بشكل دقيق من قِبل قيادة بلادنا الحكيمة، الحريصة دوماً على مساعدة وإغاثة الشعب اليمني الشقيق غذائياً وطبياً وإيوائياً وتعليمياً، سواء أكانوا في المدن والمحافظات أم في القرى والهجر المتباعدات، في السهول والهضاب أو أنهم يعيشون في أعالي الجبال والمرتفعات، إذ إنّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - وهو رجل الخير والبذل والعطاء والرقم المهم في مسيرة العمل الخيري التطوعي السعودي كما هو معروف - أعلن بنفسه عن تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، معتبراً إياه الذراع الميداني لإغاثة وتطبيب وإيواء الإخوة الأشقاء في اليمن، ممن أوذوا وعُذّبوا وجُوِّعوا وطُردوا من مساكنهم وأراضيهم على أيدي الحوثيين وزمرة المخلوع علي عبد الله صالح، كما تثبت ذلك وتفصّله الوثائق الرسمية والمراصد الحقوقية والصور الحية التي تبثها قنوات الإعلام العالمي المحايد، ويتحدث عن دمويته وشناعته بحرقة وألم الشارع اليمني الكئيب، وقد جاء في كلمة الملك الإنسان، سلمان بن عبد العزيز بمناسبة وضع حجر الأساس لهذا المركز الإغاثي المهم ما نصه: «... انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة. وإننا بهذه المناسبة نُعلن عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز، إضافة إلى ما سبق أن وجّهنا به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق.
أيها الإخوة،
سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، وحرصاً منا على إخواننا في اليمن الشقيق، وفي إطار عملية إعادة الأمل فسيُولي المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعاً. ونسأل الله للجميع التوفيق والنجاح، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا العربية والإسلامية الأمن والاستقرار، وأن يسود السلام كافة أرجاء المعمورة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته?».
لم يكن هذا الصرح الإغاثي الشامخ الذي سيبقى شاهداً على صفاء ونصاعة تاريخنا السعودي المجيد مع أشقائنا وشعوبنا العربية القريبة منها والبعيدة، أقول: لم يكن ولن يكون هذا الصرح السعودي الذي يشرف بحمل اسم «سلمان بن عبد العزيز» مجرد إغاثة وقتية عاجلة وذات أثر يسير محدود، بل شملت وستشمل - كما هي تصريحات المسئولين عنه - بناء مساكن، وعلاج مرضى خارج أرض اليمن، وحملات إغاثية متتالية لم يتبعها منّ ولا أذى كما هي عادة وديدن هذه البلاد المباركة، ولكن سبقها ورافقها وواكبها محبة ووفاء لأهل هذه الأرض الطبية التي ستعود سعيدة كما كانت عن قريب بإذن الله، وحتى يتضح حجم المعاناة التي يتكبّدها الخيّرون القائمون على هذا العمل النبيل ميدانياً للوصول إلى المستفيدين من هذه الإغاثات الخيرة أعرض في مقال الأسبوع القادم بإذن الله لشيء من العراقيل والمعوقات التي يضعها هؤلاء الأشقياء في وجه حملات المساعدات هذه، وما ماثلها من جهود عالمية متنوعة تحظى بالإشراف الدولي مباشرة، حتى يُبقي المخلوع عفاش - ومعه الحوثيون المدعومون من دولة إيران ذات النهج الفارسي الصفوي - الرهان قائماً على تعاسة وبؤس الشعب اليمني الشقيق، حفظ الله اليمن وأعاده إلى أحضان أمتنا العربية سالماً معافى سعيداً ، دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.