فهد بن جليد
لا يمكن القضاء على (داء السمنة) لدى الأطفال، ما لم نجعله العدو (رقم واحد) الذي يُهدد الصحة المُستقبلية لمُجتمعاتنا، ونراجع خطواتنا ومواقفنا للقضاء على السمنة، مثلما تفعل الدول المتقدمة التي تتعامل مع (سمنة الأطفال) كخطر يداهم ويهدد حياة الصغار، لذا تتشكل لديهم فرق المكافحة، على اعتبار أن السمنة (عدوى) تنتشر بين الصغار، نتيجة السلوك الغذائي الخاطئ، وعدم مُمارسة الرياضة بشكل كاف وصحيح.
في عالمنا العربي نتعامل مع الأمر وفق (حملات توعوية) روتينية، وسط (نقص واضح) في اتخاذ أي خطوات عملية وصارمة، أو خطط فاعلة تساهم في الحد من (سمنة الصغار)، فرحنا كثيراً بمنع بيع (المشروبات الغازية) في مقاصف المدارس، ونسينا أننا نقدم حلويات وأطعمة أخرى أكثر ضرراً، الثقافة الغذائية في مدارسنا، مشابهة إلى حد ما للثقافة الغذائية في منازلنا.
غياب تشريعات أو قوانين صارمة وجادة لضبط بيع (الوجبات السريعة) لصغار السن في المطاعم والبوفيهات، والنقص الواضح (للنوادي الرياضية) المُخصصة للأطفال، تسببت في وقوع إصابات بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم والسكر، وانسداد الشرايين بين الأطفال والمراهقين، دون أن نتحرك بجدية لوقف هذا الخطر ومكافحته.
(أبوظبي) قامت مؤخراً بتشكيل فريق عمل موحد يتكون من 12 جهة حكومية، كأكثر التحركات العربية (جدية) في هذا المضمار حتى الآن، رغم أن السمنة بين طلاب المدارس هناك لا تتجاوز 15% فقط، الفكرة الوليدة تسعى لتوحيد الجهود بين هذه الجهات (كمنظومة واحدة) تعمل من خلال التركيز على الثقافة الصحية والرياضية في المناهج التعليمية، وسن قوانين وتشريعات تشمل البنية التحتية، والتخطيط العمراني المساعد على تخفيف السمنة، ودعم النشاط والحركة، والتأهيل والعلاج للمصابين الحاليين.
(السمنة) لم تعد خياراً وقراراً شخصياً للفرد، لأن آثارها يتحملها المجتمع بأكمله، هذه الفلسفة الجديدة ستجعلنا نقضي عليها بين الصغار والمراهقين، فهل ننتظر قوانين وتشريعات جديدة تحد من هذه (الحرية) الضارة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.