فهد بن جليد
يقول الصينيون في حكمتهم الشهيرة التي تحث على استغلال الفُرص، والبدء في طريق النجاح بعيداً على التسويف والبكاء على الأطلال (أفضل وقت لزراعة شجرة كان مُنذ 20 سنة، ثاني أفضل وقت للزراعة هو الآن)، تخيل ذلك وأنت ترى مشروعاً ناجحاً بدأه صاحبه مُنذ عشرين عاماً أو أقل، واسأل نفسك لماذا لا تكون أنت التالي؟!.
كثيرون منا يُعلقون نجاح من سبقونا في تحقيق ثرواتهم، والحصول على حياة كريمة، على شماعة (زمن الطفرة)، وقلة البشر مع كثرة الفُرص.. إلخ من العوائق النفسية التي يضعها الإنسان في طريق نجاحه، عندما يختار الوقوف في طوابير الكُسَالى والمُستسلمين، بينما الحقيقة أن النجاح يحتاج العزيمة الصادقة وأن يقرر الإنسان البدء في التجربة حتى لو كانت المخاطر عالية، فالناجحون تحرروا من القيود التي تُكبل غيرهم، والتي ربما تتمثل بقيمٍ خاطئة، أو مرافقة أصدقاء مُحبِطين، ومن قَبِل أن يبقى على حالة فلن يتغير حاله.
في إحدى العواصم الآسيوية وضع صاحب متجر (كرسياً للمتسولين)، وخصص وقتاً للجلوس مع بعضهم، في كل مرة كان يروي قصة نجاحه، وكيف أن جدته لأمه كانت تتسول به في شوارع العاصمة، وفي إحدى المرات أعطاه سائح أجنبي مبلغاً من المال، وقال له لماذا لا تتحرر من قيود (جدتك) وتكمل تعليمك وتعمل، أنا مُتأكد أنك قد تصبح أفضل من ابني هذا في المستقبل! وهو ما حدث بالفعل حيث تحرر الطفل من التسول، وأكمل تعليمه بعد أن حصل على منحه دراسية، وفتح سلسلة متاجر شهيرة، وخصص وقتاً لمنح المتسولين فُرصة للتحرر من القيود التي فُرضت عليهم، وتغيير حياتهم نحو الأفضل.
النجاح والثراء حق للجميع، يكفل ذلك أو يشتته - بعد قدر الله - التخلص من القيود والعوائق النفسية، بحسن العمل مع صدق النوايا، والصبر مع المُثابرة، فالمضمار واحد، والجميع يقفون على خط البداية متساوين، فكم من فقير جمع ثروة؟ وكم من غني خسرها؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.