يستقبل العالم في اليوم السابع من شهر إبريل سنوياً يوم الصحة العالمي، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية في عام 1948 م. وفي كل عام، يتم اختيار موضوع يتعلق بمجال الصحة ليتم تسليط الضوء عليه، ويتاح لجميع أفراد المجتمع المشاركة فيه عبر عدد من الحملات والأنشطة التوعوية التي تقدمها المؤسسات الصحية المختلفة.
وقد ركزت منظمة الصحة العالمية هذا العام على (داء السكري) وذلك لعدة أسباب: أولها وأهمها أن نسب الإصابة بداء السكري أصبحت في تزايد مستمر للأسف الشديد مما يشكل تهديداً حقيقياً وخطيراً يواجه المواطنين والأنظمة الصحية على حد سواء في جميع بلدان العالم في حين أنه يمكن الوقاية وتجنب مضاعفات النوع الثاني من مرض السكري الذي يشكل قرابة 90 بالمئة من حالات السكري تقريباً وذلك باتخاذ تدابير بسيطة تتعلق بتغيير نمط الحياة المتمثل في ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع العادات الغذائية الصحية السليمة.
وفي المملكة العربية السعودية تشير العديد من الدراسات بأن نسبة الإصابة بداء السكري (النوع الثاني) تجاوزت 25 بالمئة، وأن التأثير الاقتصادي المتمثل في التكاليف المباشرة وغير المباشرة لعلاج المرض ومضاعفاته ستبلغ أكثر من أربعة وعشرين بليون ريال سعودي, وذلك بحلول العام 2020 حسب ما أشارت إليه إحدى الدراسات الوطنية لأن هذا الداء يتسبب بمضاعفات خطيرة وذات عبء اقتصادي كبير كزيادة حالات الإصابة بالنوبات القلبية، والجلطات الدماغية، والفشل الكلوي، واعتلال الأعصاب، والعمى، وحالات بتر الأطراف في حال عدم السيطرة على معدل مستوى السكر في الدم. ومن هذا المنطلق؛ تسعى القطاعات الصحية في المملكة ومن ضمنها الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، إلى التعاون مع بقية قطاعات المجتمع، وذلك بتعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع حول داء السكري وتوحيد الجهود الرامية إلى الوقاية منه, مما يسهم في تحقيق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة والمتمثل في خفض معدل الوفيات المبكرة الناجمة من الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث بحلول العام 2030 م.
وقد رفعت منظمة الصحة العالمية شعاراً ليوم الصحة العالمي لهذا العام 2016 بعنوان: (اهزم داء السكري).
إن المتأمل لتلك الحقائق عن ذلك الداء، وآثاره الصحية والاقتصادية، يجد أنه يعتبر بالفعل بمثابة العدو اللدود للصحة على مستوى الفرد والمجتمع، وأنه يجب علينا جميعاً التكاتف لمحاربته، وإيقاف انتشاره بكل ما أوتينا من عزم؛ حتى نضمن بإذن الله حياة أفضل ولاسيما لأبناء هذا الوطن المعطاء الذي توليه حكومتنا الرشيدة كل رعاية واهتمام.
اللواء الدكتور/ سليمان بن محمد المالك - مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة