د. فهد صالح عبدالله السلطان
عندما يكون الهدف الرئيس تنمية الاقتصاديات على المستوى الأمم والأوطان يركز الاقتصاديون على الميز النسبية والميز التنافسية حيث يرى هؤلاء أن التركيز على تلك الخصائص فيصل في تمكين الاقتصاديات من تعظيم عائداتها على مواردها الطبيعية والبشرية. لكن الأمر الذي لم يأخذ نصيبه من الاهتمام هو التركيز على تلك الميز والخصائص لدى الأفراد وهو ما يتطلب التعرف على الذات وما تمتلكه من مواهب فطرية ومكتسبة ومن ثم تنميتها وتعزيزها واستثمارها الاستثمار الأمثل وصولا الى تعزيز القدرات الإبداعاية وتحقيق الإنجازات وتعظيم العوائد.
كثير منا وللأسف يمضي حياته من المهد إلى اللحد وهو لم يتعرف على نفسه وبالتالي يعمل في مجال أو يقوم بنشاط لا يتناسب مع مواهبه وقدراته .. هنا يخسر الشيء الكثير ويخسر معه الاقتصاد الوطني الشيء الأكثر ويهدر قدرات ومواهب لو استثمرت الاستثمار الأمثل لحققت نتائج مذهلة للفرد ولمجتمعه.
ننشغل كثيرا بالتعرف على صفات وخصائص الآخرين وننسى أو نتناسى ما نمتلكه نحن من مواهب وقدرات و مهارات. نمضي حياتنا كلها بالقيام بأعمال وأنشطة ووظائف ربما تكون بعيدة عن ما أودع فينا الخالق جل شأنه من مواهب.. الأمر الذي قد يفسر تدني مستوى الإبداعات لدينا وتأخرنا كمجتمع في المشاركة في اقتصاد العصر، الاقتصاد الخلاق. كما قد يفسر شكوى الكثير منا من عدم الارتياح للعمل والتذمر من بيئته والمشاكل مع الرؤساء والمرؤوسين ...الخ.
في ظني أن الأمر يتطلب إعداد دراسات اجتماعية وإدارية واقتصادية للوصول إلى الأسباب الكامنة وراء ذلك والتي قد تعود إلى التربية أو التعليم أو ربما الإرث الحضاري أو غيرها.
المهم هو أن تكون الأولوية لدينا هي التعرف على أنفسنا جيدا وفي وقت مبكر فهو حريّ بمساعدتنا على اختصار الزمن وتحقيق الأهداف والطموحات وتعظيم العائد على ما نقوم به من أعمال وأنشطة وفوق هذا وذاك تعزيز مستوى المتعة والسعادة في حياتنا العملية.
والله الهادي إلى سواء السبيل.