مهدي العبار العنزي
لا ينكر أحد أن النفس الإنسانية قوة مؤثرة ومفكرة ومتمردة في نفس الوقت، وقد وهب الباري المصور سبحانه وتعالى للإنسان العقل الذي يمنحه الوعي والإدراك وأعطاه الفكر الذي يميز بين الخير والشر من خلاله يستطيع الإنسان أن يكيف سلوكه وفق المعايير التي أمر بها من خلقه وأوجده وارتضاها له.
وهذا السلوك ينعكس سلباً أو إيجاباً على مسيرة الفرد والأسرة والمجتمع الذي يتمنى أن يكون جميع أعضائه مدركين واعين يتحلون بالوازع الديني الذي يرفض الغلو والتكفير، والتنفير،والتفجير، ويؤمن بالتربية الإسلامية لأنها تمثل رقيباً داخلياً يقف حائلاً ومدافعاً دون اندفاع الفرد للرغبات والأعمال التي تتعارض بل وتتصادم مع الفطرة التي فطر الله عليها عباده، الإنسان عندما يفقد الرقيب الداخلي, فإنه يصبح متمرداً على كل القيم والأعراف والعادات والتقاليد الحميدة ويتعدى ذلك لممارسة الكثير من أعمال الشر التي تضر بأمته وتاريخها وتراثها وأمجادها وقيمها، إننا لا نريد على الاطلاق أن يتخلى شباب الوطن عن مكارم الأخلاق ولا نريد أن يتحولوا إلى معاول هدم بيد أعداء الدين والعقيدة نريد أن يشعر كل واحد منا كبيراً أم صغيراً بالمسؤلية الملقاة على عاتقه.
نريد أجيالاً تحفظ الأمانة وتصونها نريد شباباً يساهمون في حماية الوطن وأن ينظروا ويتأثروا بأخوة لهم يرابطون ويقاتلون ويدافعون عن المقدسات، وعن المكتسبات، وصون المحصنات، لا نريد شباباً يتخلون عن القيم والفضائل وقيم الإسلام, وسماحته وشموليته بل نريدهم ينهضون في كل الأعمال الخيرة و ممارسة الفضيلة وبناء وطن يقف بكل اعتزاز وشموخ لإنجازات أبنائه, وتضحياتهم في رفعته وصون كرامته وحفظ مكانته لا نريد أبداً من يمارسون كل أنواع الحقد والكراهية ضد وطنهم حتى وصل بهم الأمر إلى القتل والتفجير والغدر بأقرب الناس لهم، نريد من العلماء والمربين والكبراء والجميع التعاون في غرس روح المحبة والخير ونبذ كل أنواع الشرور وإفهام من زل به الطريق أن أعماله وتصرفاته وأفعاله مخالفة للطرق المحمودة التي يجب اتباعها والتي تساهم في تقدم ورقي وسلامة المجتمع من كل الفتن والتطرف والإرهاب، إننا ندعو أن يعي شبابنا أهمية التمتع بالنضج النفسي والعقلي وأن يكون للمستوى الخلقي والديني مكانة راسخة في عقولهم وتفكيرهم وتصرفاتهم.