مهدي العبار العنزي
الأخطار المحيطة بالوطن العربي لا حصر لها؛ فعلاوة على حقد وكراهية اعداء العروبة والذين يستخدمون كل ادواتهم لتفريق الصف العربي واضعاف العرب حتى لا يتمكنوا من اخذ دورهم الهام والمؤثر في عالم اليوم، اصبح بعض العرب وبكل اسف يمثلون اعداء يرتدون ثياب الصديق وها هم يتناحرون، وها هم يتباعدون، وها هم يسمحون لأعدائهم بالتغلغل في جسد الأمة، يزرعون الحقد والكراهية بين القيادات والشعوب، مما افقدنا نحن العرب اهم مقومات وجودنا الا وهو التضامن الذي يكفل لنا امتلاك القوة التي نواجه بها تحديات الاعداء.
نعم لم يعد للعرب الرغبة الحقيقية والاصرار على الحفاظ على وحدتهم ووجودهم ككيان موحد، ولم يعد بمقدورهم توحيد صفوفهم، ولم يعترفوا ان مصيرهم واحد وان عدوهم واحد.
العرب وبكل اسف اهملوا فضيلة التراحم والتعاضد والتكاتف وحتى التآخي ! لم يعلموا انهم بهذا العمل يصبحون غرباء، في عالمٍ لا يعترف الا بالاقوياء، ضربوا بالحكمة عرض الحائط وتنكروا لتاريخٍ مجيد ولم يكلفوا انفسهم لتمريره للاجيال القادمة حتى يعرفوا ان امتهم تملك كل المقومات التي ساهمت في حمل مشاعل النور الذي غطى الظلام والذي يثبته قول الباري عز وجل: «كنتم خير أمة أخرجت للناس».
فما الذي يمنعنا من ان نكون في هذا العصر خير امة من الامم؟ وهل نحن لا نستحق هذه الفضيلة؟
لو سألت اي عربي عن امنيته لقال لك: اتمنى ان تعود الامة العربية الى رشدها، وان يكون للعرب كلمة واحدة وافكار متوحدة ليصبح المواطن العربي ينعم بالامن والرخاء والاستقرار والعيش الكريم، لا أن يعيش في خوف وفقر وجوع ومرض وخلاف وشقاق وفتن وتحريض وطائفية ومذهبية وارهاب يقتل ويسلب وينهب.
والسؤال الذي يبحث عن اجابة: متى ينظف العرب عقولهم من كل ما هو ضار لامتنا ومستقبل أجيالها؟ ومتى يعرف المواطن العربي انه يجب ان تصل الوحدة العربية لتكون دينا وعقيدة وهدفا وغاية نبيلة امتثالا لقوله تعالى «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
متى يعرف العربي انه لا يحق له غدر اخيه ولا يخونه ولا يفتك به؟ ان المعوقات في تحقيق وحدة العرب كثيرة وبإمكان علماء الامة وقادتها تفكيك هذه المعوقات سواء كانت فقهية او سياسية، وعلى العرب جميعا اطفاء هذا اللهب ونزع كل الألغام التي تعترض طريق وحدتهم وتقضي على آمالهم وطموحاتهم، ومتى يتم اخماد هذه النار المستعرة بين المذاهب الاسلامية، ومتى يعود الجميع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟ لأن في ذلك النجاة من التشرذم والتشتت والضعف والهوان، ومتى نعود الى الصواب الذي يكفل للعرب حفظ مكانتهم ووحدة كلمتهم وصون كرامتهم؟.
إننا من المنتظرين.