إبراهيم السماعيل
حدثني أحد الأصدقاء اللبنانيين الشيعة المتنورين ممن أثق بهم، أن الغالبية من الطائفة الشيعية في لبنان الذين يؤيدون حزب الشيطان وبالأخص البسطاء منهم يعيشون تحت وهم و رعب أن السنة سوف يأكلونهم ولذلك فهم مندفعون وراء حزب الشيطان في إجرامه وإرهابه وحرب الإبادة التي يمارسها هذا الحزب الإرهابي الطائفي على الأمة في سوريا والعراق واليمن وأي مكان يستطيع الوصول إليه، وأن وقوفهم وراء هذا الحزب ودعمهم له هو موقف مصيري، غير مبالين بدروس التاريخ ولا بدروس أسلافهم ممن خانوا أمتهم وفشلوا في نهاية الأمر.
تحت هذا العنوان المضلل والمغرق في الطائفية والخيانة والحقد استغل ووظف قادة الشيعة من عملاء الفرس في المنطقة هذا الخوف الغريزي لدى أبناء الطائفة أبشع استغلال لترويج هذه الأكذوبة بين البسطاء منهم وتكريسها لديهم، مع أن بسطاء الشيعة لا يحتاجون أكثر من تحكيم عقولهم لا غرائزهم و إعادة قراءة التاريخ كما هو لا كما زوره الفرس لمعرفة أنهم عاشوا مع وفي كنف هذه الأمة السنية لأكثر من أربعة عشر قرناً ولم يأكلهم السنة ولم يؤذوهم، والحقيقة أن من سيلقي بهم إلى التهلكة هم قادتهم الذين يسّوقون ويروجون لهذه الفرية الكبرى خدمةً للمشروع الفارسي أولاً ثم لمصالحهم الطائفية والشخصية الضيقة ثانياً، إن من يقف خلف هذه الأكذوبة وهذا الوهم هم الفرس ومشروعهم الفتنوي الحاقد الذي للأسف صدّقه بسطاء الشيعة ليس في لبنان وحده بل وفي العراق والبحرين واليمن وسوريا بغريزيةٍ طائفية وهم وحدهم من سيدفع ثمن أحلام ومشاريع الفرس في المنطقة عندما ينجلي غُبار هذه الحروب.
هذه هي حقيقة ما يدور من حروب طائفية الآن بلا فلسفة ولا تنظير أجوف والتي يشنّها الشيعة بقيادةٍ وتوجيه فارسي على الأغلبية السنية وبموافقة وتآمر دولي واضح، وتحت هذا العنوان الكاذب أيضاً شنَّت العصابات الطائفية عدوانها على الشعب السوري السني بحقدٍ واضح أسمته دفاعاً عن محور المقاومة في حين أن دفاع التحالف العربي الحقيقي والصادق عن اليمن في وجه الإحتلال الفارسي نيابةً عن الأمة العربية جمعاء أسموه عدواناً وهكذا هم دائماً يكذبون في كل شيء، وكل كلامٍ يخالف هذا هو محض هراء واستغفال لعقول الناس، وللتدليل على صحة ما أقول سوف أقصر حديثي اليوم على سوريا تاركاً العراق وبقية الوطن العربي لمقالاتٍ لاحقة.
عندما انطلقت ثورة الشعب السوري بفعل عدوى الربيع العربي هبّ الفرس وعملاؤهم باستماتةٍ قلّ نظيرها للدفاع عن عصابة الأسد الطائفية ومنع سقوطها حيث أن سقوط هذه العصابة الفاجرة سينتهي ليس بسقوط مشروع الفرس في الوطن العربي فقط وإنما بسقوط حكم الملالي الحتمي في طهران ولذلك رأينا إيران تستميت دفاعاً عن هذه العصابة وتجنّدُ كل عملائها وفي مقدمتهم حزب الشيطان لهذا الهدف والذي بالمناسبة دعمته إسرائيل دعماً يُشّكل الفرق بين الموت والحياة حيثُ أنه ليس الفرس من سيتضرر من سقوط هذه العصابة الفاجرة فقط بل إن إسرائيل سوف تكون الخاسر الأكبر ولذلك استماتت إسرائيل أكثر من الفرس في تجنيد العالم كله لمنع سقوط عصابة الأسد و بشكلٍ غير مباشر وغير علني على الرغم من بعض المناورات الصهيونية التي يُقصد منها إعطاء الأسد وعصابات حزب الشيطان وأسيادهم الفرس بعض المصداقية في عداوتهم لإسرائيل.
كل هذا التآمر الصهيوني لم يأتِ حباً في الفرس أو في عصابات الأسد لكن لأن مشروع الفرس يتكامل ويتقاطع بل ويخدم المشروع الصهيوني في المنطقة في نهاية الأمر وليذهب بعدها الفرس وعملاؤهم الطائفيين إلى الجحيم، ومن أجل هذا فقط لا غير تواطأت كل القوى الكبرى في العالم وبالأخص والروس مع عصابة الأسد الآن ومع المشروع الفارسي في المنطقة منذ حصار العراق بعد حرب تحرير الكويت.