إبراهيم السماعيل
وليد المعلم وزير خارجية العصابة الأسدية وبعد بيات شتوي طويل أثناء الانهيارات والهزائم التي اجتاحت حلفه الفارسي الطائفي قبل التدخل الروسي الوحشي لتعديل ميزان القوى على الأرض لصالح هذه العصابة وحلفائها، وعلى وقع ما توهم هو وحلفاؤه أنه انتصار، أفاق من بياته الشتوي وبدأ بإطلاق التصريحات العنترية الجوفاء من موقع المنتصر كما يتوهم بشأن وقف إطلاق النار ومن يشارك أو لا يشارك من المعارضة في محادثات جنيف3 وضرورة إغلاق الحدود التركية والأردنية قبل أي حوار.
إن هذه التصريحات لمن لا يعرف بواطن الأمور توحي بأن المعلم وعصابته الطائفية يملكون زمام الأمور على الأرض ويملكون قرار السلم والحرب فيها، بينما الواقع يقول إنه بعد التدخل الروسي لا وليد المعلم ولا عصابته ولا حلفاءهم الفرس ومرتزقتهم الطائفيين يملكون هذه القرارات، حيث أصبح الأمر كله بيد الروس، فليت المعلم أكمل صمته وترك للروس مهمة التصريحات كما ترك لهم مهمة إبادة مَن بقي مِن الشعب السوري بعدما عجز عن إكمالها هو وكل حلفائه الطائفيين بل وأوشك على الزوال لولا هذا التدخل الروسي وكما ترك لهم أيضاً مهمة هندسة مؤتمرات ومؤامرات جنيف، فدور عصابته وحلفائها أصبح لا يتجاوز دور الوكيل المحلي للروس.
إن حرب الإبادة التي تشنها روسيا الآن على الشعب السوري بشكل وحشي غير مسبوق وغير أخلاقي دعماً لهذه العصابة ومنعاً لسقوطها الحتمي للوصول في نهاية الأمر إلى فرض أمر واقع على الشعب السوري، كل هذا لم يكن ممكناً لو لم تقم القوة الأعظم في العالم بتلزيم مقاولة الملف السوري برمته للروس من الباطن تماماً كما فعلت قبل أربعين عاماً بتلزيم مقاولة الملف اللبناني أثناء الحرب الأهلية اللبنانية إلى حافظ الأسد من الباطن فبعدما كانت سوريا تحت حكم الأسد الأب مقاول الباطن لدى الأمريكان أصبحت سوريا هي موضوع مقاولة الباطن من الأمريكي للروسي.
إن بعض المختصين العسكريين يرون أن هذا القصف الجوي الروسي الوحشي واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدخل البري الروسي عن طريق التخطيط وقيادة العمليات على الأرض بواسطة الخبراء العسكريين الروس قد يحقق بعض الانتصارات العسكرية المؤقتة على الأرض والكثير من المآسي والكوارث للشعب السوري الأعزل لكنه لن يجدي نفعاً في نهاية الأمر ولن تستطيع عصابات الأسد وحلفائها الاحتفاظ بهذه المكاسب لمدة طويلة بسبب الانهيارات الكبيرة والهزائم التي ألحقتها المعارضة في صفوف عصابة الأسد وحلفائها طوال السنوات الفائتة والنقص الفادح في العنصر البشري لدى هذه العصابات وأنها وحلفاءها لن تستطيع مجاراة سياسة الأرض المحروقة التي يمارسها الروس ضد الشعب السوري وقد اشتكى الروس مراراً من هذه المشكلة، وبالتالي سوف تستوعب الثورة السورية كل هذه الوحشية الروسية (على الرغم من أنها تمر بأسوأ حالاتها الآن) وتبدأ بحروب عصابات منهكة ومذلة للروس ولهذه العصابات وحلفائها ولن يتمكن الروس في نهاية الأمر من تحسين شروط التفاوض لصالح عصابة الأسد بشكل جوهري التي أشعلوا هذه الحرب القذرة لأجلها كما كانوا يأملون.
وكما فشل الأسد وحليفه الفارسي الطائفي خلال الأربع سنوات الماضية في هزيمة الشعب السوري فالروس لا محالة سيفشلون على الرغم من الأثمان العالية والمروعة لهذا الفشل التي للأسف يدفعها الشعب السوري من دماء أبنائه، فهذا الشعب المنكوب لم يقم بثورته ولم يقدم كل هذه التضحيات الهائلة من أجلها ليتراجع عنها الآن وهذه العصابة الطائفية لن تحكم سوريا كما كانت تفعل في السابق حتى لو تحالفت معها كل قوى الشر في العالم.