إبراهيم السماعيل
لا يخفى على كل متابع يملك الحد الأدنى من الثقافة والمعرفة السياسية الرابط أو القاسم المشترك بين كل من ينتمي لما سمي زوراً وبهتاناً (محور المقاومة)، حيث إن كل من يدعي انتماءً لهذا المحور الخبيث هم في واقع الأمر مافيات وعصابات إرهابية تخريبية بامتياز لا يقل عنهم مافياوية وإرهاباً داعمهم الروسي، فإيران على سبيل المثال ليست دولة كباقي الدول على الرغم من وجود مظاهر الدولة فيها بل هي عبارة عن مجموعة من العصابات المتسترة بالدين اختطفت الشعوب الإيرانية والمقدرات والثروات الإيرانية وراحت تسخرها لأهداف إرهابية بحتة أرهبت فيها الشعوب الإيرانية قبل أن تبدأ بتصدير هذا الإرهاب للجوار الإيراني، هذه السياسات التي لا تعود على الشعوب الإيرانية وشعوب المنطقة إلا بالمزيد من الخراب والدمار والإرهاب والفتن الطائفية ونهب ثروات الشعوب الإيرانية وتسخيرها لخدمة الحرس الثوري في المقام الأول الذي بدوره يعتبر الحارس والضامن لبقاء عصابات الملالي تحكم وتتحكم بالشعوب الإيرانية التي ثارت في الأساس على حكم الشاه الاستبدادي القمعي لتقع فيما هو أسوأ منه بكثير تحت حكم الملالي، وبالتالي فإن كل علاقات العصابات الحاكمة في طهران الإستراتيجية هي مع عصابات مماثلة لها في الإجرام والإرهاب وليست مع دول طبيعية إلا بقدر ما تقتضيه المصلحة لهذه العصابات في الظهور بمظهر الدولة الطبيعية، وهذا ينطبق تماماً على عصابات الأسد الطائفية في سوريا ليس الآن فقط لكن منذ أن اختطف الأسد الأب سوريا أرضاً وشعباً وحولها من دولة إلى عصابة لا تجيد سوى احتضان ورعاية وتصدير الإرهاب بعد ترهيب الشعب السوري، فإذا نظرت إلى علاقات العصابتين السورية والإيرانية الإستراتيجية في المنطقة تجدها دائماً مع عصابات إرهابية مشابهة لها مثل حزب الشيطان الطائفي في لبنان أو الحوثي المتشيع في اليمن والمليشيات الطائفية الإرهابية في العراق وفي باكستان وأفغانستان وأيضاً مع العصابات الإرهابية السنية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام في نيجيريا وحركة الشباب في الصومال والكثير غيرها من المنظمات الإرهابية، حيث إن كل هؤلاء يتشاركون الأهداف الإرهابية نفسها وكل منهم يبرر وجود الآخر.
أما من ناحية العلاقات الدولية الطبيعية فإن إيران وسوريا تكادان تكونان معزولتين دولياً إلا من بعض العلاقات القليلة مع دول مارقة مشابهة لها في القمع والإرهاب وعلى رأس هؤلاء يأتي المغامر الروسي الراعي الأكبر لهذه العصابات الذي سخر قوة روسيا الهائلة لخدمة أهداف ليس من بينها رفاهية وديمقراطية الشعب الروسي، كل هذا الإجرام والإرهاب الروسي الإيراني السوري تم تحت بصر وسمع أمريكي حتى لا أقول بتواطؤ وتشجيع ودعم أمريكي واضح.
لا شك أن كل نفس بريئة تزهق في أي مكان في العالم بفعل هذا الإرهاب الأسود هي مما حرم الله وحرمته كل القوانين ماعدا ديانتين لا ثالث لهم وهما الدين اليهودي الذي حرفه وتلاعب به اليهود والتشيع الفارسي الذي اخترعه الفرس لهدم الإسلام الصحيح من داخله.
حيث إن تعاليم الدين اليهودي كما يدعي بعض أتباعه تحض على قتل غير اليهود بأمر من الله كما يزعمون في كتابهم المقدس (المحرف) والأمر نفسه بالنسبة للتشيع الفارسي الصفوي حيث إن كل كتب القوم تحض على قتل المسلمين السنة فقط ويفضل أن يكونوا عرباً بل وتذهب كتبهم إلى أن قتل السني واجب ديني يؤجر فاعله بشرط التمكن من الاستطاعة على القتل هكذا بدون أي أسباب أخرى، إن هذا ليس حديثاً مرسلاً لا تسنده أدلة فيكفي كل مشكك أن يفتح التوراة المحرفة ويطالع سفر يشوع في الإصحاحات 12، 11، 10 وكذلك أن يقرأ في كل مراجع الدين الشيعي الفارسي الصفوي ليقف بنفسه على الكثير من الأحاديث التي اخترعها الفرس ونسبوها كذباً لآل البيت الأطهار.
في المقابل فإن عمر كتب ابن تيمية لا تقل عن سبعمائة عام وكذلك كتب ابن عبدالوهاب التي يقارب عمرها ثلاثمائة عام التي ينسب لها بعض المغرضين ما نشاهده الآن من جرائم إرهابية في حين أن عمر الإرهاب الدموي بالكاد يتجاوز الثلاثين عاماً، وهذا كاف لكل باحث منصف لتبرئة الإسلام المعتدل الذي يدين به أكثر من مليار مسلم من تهمة الإرهاب المزعومة، لم يظهر الإرهاب عبر تاريخ الإسلام كله إلا في مراحل قصيرة كلها في دول أسسها الشيعة في إيران وغالباً بدعم وتشجيع وتحريض فارسي لكنها لحسن الحظ لم تدم طويلاً مثل دولة القرامطة والدولة العبيدية في مصر التي خرج من عباءتها الكثير من الفرق الشيعية المتطرفة الحاقدة على محيطها الإسلامي التي نراها الآن كالعلويين في بلاد الشام وكذلك عندما أسس الصفويون دولتهم في فارس وشيعوا الناس بحد السيف.
أكثر من هذا من هزم الإرهاب في العراق بعد الغزو الأمريكي لهذا البلد هم الصحوات السنية وليس الحشد الشيعي ومن هزم الإرهاب في جزيرة العرب هم أيضاً السنة السعوديون وليس الحوثي وقد أشادت الولايات المتحدة بهذه الإنجازات في حينها، وعليه فإن شعار محاربة الإرهاب الذي ترفعه هذه الأقليات الطائفية الآن كذباً وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية هو مثل صب المزيد من الوقود على نار مشتعلة حيث إن هذه الأقليات الطائفية في سوريا واليمن هي أحد أهم أسباب هذا الإرهاب ومن أكبر المستفيدين منه إلى جانب إيران، فإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة وصادقة في رغبتها بمحاربة الإرهاب فالتجارب أمامها واضحة والمطلوب منها فقط هو صدق النية وصدق العمل في محاربة دوافع ومحركات هذا الإرهاب عن طريق هزيمة المشروع الفارسي وكل حلفائه الطائفيين وخاصة حزب الشيطان في لبنان الذين يغذون ويوظفون هذا الإرهاب لمصالحهم الطائفية، هكذا بكل بساطة فلا داعي للتنظير والتذاكي الذي لم يساهم إلا في إطالة أمد هذا الإرهاب وهذا الخراب والدمار الذي بدأ يضرب العالم أجمع وها نحن نرى بعض نتائجه المؤلمة البشعة فيما حصل في بروكسل وقبلها في مدن تركية عدة.
هناك حقائق تعرفها كل أجهزة المخابرات في العالم وعلى رأسها المخابرات الأمريكية حيث تعلم جيداً من يستثمر في ويغذي هذا الفكر الإرهابي المجرم وبالتالي يستفيد منه بدليل أننا لم نرَ ولو عملية إرهابية داعشية واحدة في إيران أو حتى في المناطق التي تسيطر عليها عصابة الأسد في سوريا ولا نقبل أن يدلس علينا أحد في احتمال أن يكون السبب قوة أجهزة الأمن التابعة لهذه العصابات فهذا سبب أقل وصف له أنه مضحك إن لم يكن مستخفاً بعقول الناس خصوصاً عندما نرى إرهاب داعش يعم كل الدول ويستثني دول العصابات هذه.
إن الميزة التي تتمتع بها هذه العصابات التي تسمي نفسها دولاً هي القدرة على ممارسة واستثمار الإرهاب الإجرامي غير المقيد بحدود أخلاقية أو إنسانية أو دينية أو قانون دولي وهذا بالطبع ما لا تستطيع فعلة الدول المحترمة التي تحترم شعوبها وتحترم الأديان والقوانين الدولية، لذلك فهذه الدول هي المستهدفة بإجرام وإرهاب هذه العصابات التي تسمي نفسها دولاً.
وعليه ألم يحن الوقت بعد كل هذا الدمار لوضع حد لهذا العبث الذي في حال خروجه عن السيطرة فإن نتائجه ستكون كارثية على سكان الكوكب أجمع، وهل تستحق هذه العصابات الإرهابية كل هذا التواطؤ معها تحت ذريعة صياغة شرق أوسط جديد يعلم أصحاب القرار في العالم أن هذه العصابات وهذه الأقليات الطائفية أعجز من أن تحقق أهداف من تواطئوا معها، إن كل ما تستطيعه هذه العصابات الأقلوية الطائفية هو إحداث هذا الكم الهائل من الفوضى والإرهاب والمآسي والخراب بتعاطف وتواطؤ غربي واضح، أما أن تحكم الأقليات هذه المنطقة فهذا شأن مختلف تماماً لا تملك هذه الأقليات لا الأدوات ولا المشروعية اللازمة لتحقيقه.
يجب أن يعلم الغرب ويتعلم من التاريخ أن هذه الأقليات الطائفية الحاقدة ومنذ بداياتها الأولى لا تعرف ولا تجيد غير التخريب والغدر والحقد ويجب أن يعلم هذا الغرب أيضاً أن الرهان على هذه الأقليات وعرّابها الفارسي هو رهان خاسر وأن هذا الإرهاب الذي ترعاه وتستثمر فيه هذه الأقليات هو غاية استطاعتها، أما الحلول لهذه الفوضى وهذا الإرهاب فهي في مكان آخر وسيعود هذا الغرب مرغماً للأغلبية المعتدلة التي وحدها فقط تستطيع هزيمة هذا الإرهاب، لكن للأسف بعد الكثير من الدمار والمآسي التي كان وما زال بالإمكان تجنبها.