عماد المديفر
تأتي هذه المقالة استكمالاً لسابقتها حول تنظيم حزب الله الإرهابي، هذا الحزب التكفيري الإجرامي العميل.. وفي هذه المقالة نستذكر بعضاً من الدلائل الكثيرة أمامنا التي تثبت أن كلاً من حزب الله وتنظيم الإخوان المسلمين يقفان جنباً إلى جنب.
.. خلف الإرهاب والتكفير ونشر الطائفية والقلاقل في المنطقة بل والعالم العربي والإسلامي أجمع؛ خدمة لنظام ولاية الفقيه، وسعياً لقيام ولاية المرشد، وضعضعةً للدول العربية القائمة، ونشراً للفوضى والدم والثورات التخريبية الهدامة.. بل وأكثر من ذلك.. فهما يعملان بتكامل وتعاون حقيقي، وإن ادعيا العداء في بعض الفترات لأهداف تكتيكية بحتة تصب هي الأخرى في سبيل تذكية الصراعات الطائفية التي هي حصان طروادة لتحقيق مآربهما الخبيثة الشريرة.
سأسرد في هذه المقالة حقائق صرفة.. على لسان عناصر تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.. ولن أعلق عليها مطلقاً.. وليكون الحكم عليها من قبلك عزيزي القارئ الكريم دون أدنى مؤثرات جانبية، ولتستخلص منها النتيجة التي تراها في ضوء هذه الحقائق.. واضعين نصب أعيننا أن تيار «السرورية» يمثلون الجزء الأكبر من فرع تنظيم الإخوان داخل السعودية، ويمتازون باختبائهم خلف رداء السلفية، لأغراض تكتيكية حزبية، ونهج السلف منهم براء.
يقول الدكتور أحمد يوسف الذي يوصف من قيادات تنظيم الإخوان بأنه: «أحد أبناء الحركة الإسلامية الأُصلاء الذي عايش تجربة الحركة الإسلامية المعاصرة منذ سنوات شبابه الأولى حيث كان عضواً فاعلاً ثم كادراً مهماً في حركة الإخوان المسلمين في فلسطين، وهو مطلع عن قرب على تجارب الحركة كونه عمل مستشاراً سياسياً لإسماعيل هنية «قائد ميليشيات «حماس».. يقول: «إيران الدولة نقطة انطلاق نحو الدولة الإسلامية العالمية، التي تنتظم في إطارها جموع الأمة الإسلامية» مطلقاً على إيران وصف «دولة الأمة الإسلامية»! ويمضي في ثنائه على دولة عمائم الشر والإرهاب قائلاً: «هي التي لطالما حلم بها الإمام حسن البنا وكل من تولوا قيادة حركة الإخوان المسلمين من بعده، إن إيران في صيغتها الحالية نقطة التكثيف الأوضح.. إنها تختزن الرسالة الإلهية مشروعاً ونظاماً لها، وأنه فعلاً من الإخلاص للإسلام.».. وهنا نتساءل: ما فرق هذا القول وهذا الاعتقاد من «حماس» ومن تنظيم «الإخوان» عما يعتقد به تنظيم «حزب الله» الإرهابي، وعناصره المجرمة وعلى رأسهم الإرهابي نصر الله؟!
ثم يستطرد مستشار إسماعيل هنية: «إن الوقوف مع الدولة الإسلامية في إيران يمثل في تقديرنا الوقوف مع حركة الدعوة الإسلامية من موقع متقدم».. وفي محاولة لتضليل الرأي العام الشعبي، وتسويغ الدفاع عن دولة ملالي الإرهاب؛ يرجع سبب ما يسميه بـ «بعض التشكك» الشعبي العربي والإسلامي من مواقف إيران إلى ما يسميه بـ «الضخ التكفيري الذي مارسته بعض محطات السلفية الوهابية ضد الجانب الشيعي»!
داعياً بوضوح إلى وجوب التعاون مع نظام ولاية الفقيه في إيران ضد دول الخليج العربي.. كون إيران تحمل ذات الرؤى والأهداف «الموحدة» وأن دول الخليج تستهدف «الإسلاميين» سنة وشيعة!.. يقول: لقد «بدا واضحاً للعيان أنها تستهدف الطرفين الإسلاميين معاً» مستجدياً العواطف من خلال التصوير بعداء الصهاينة لهم، تماماً كما النظم العربية! وهذا ما يردده بالفعل التيار السروري، والقاعدة، وداعش، وتبثه دعايتهم الخبيثة بين الجماهير المستهدفة.. يقول: «إنها تحديات التغول الإسرائيلي المدعوم أمريكياً لفرض هيمنته على جميع شعوب المنطقة، ثم الاستعداء الواضح للرسميات العربية للوقوف في وجه المد الإسلامي بدعوى محاربة الإرهاب.. وتقوم بعض دول الخليج بتغذية هذه الحملات»..!
ويخلص في دراسته الخبيثة بعنوان «الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران» إلى القول معترفاً، بحرية وإرادة مطلقة، بأن: «الأصل في العلاقة بين الإخوان المسلمين والثورة الإسلامية في إيران أنها دافئة، وذلك على أساس أن الثورة الإيرانية مثلت أول حالة تجسيد اجتهادية حقيقية للدولة الإسلامية في العالم الإسلامي منذ انهيار الخلافة العثمانية، التي طالما حلم بها الإخوان المسلمين؛ التنظيم الأقوى حركية وشعبية في العالمين العربي والإسلامي» أي أنه لا يرى أن الحكم السعودي يجسد الدولة الإسلامية! وأن إيران وحدها هي التي تجسد ذلك!.
يقول الدكتور إسحاق الحسيني في كتابه «الإخوان المسلمون.. كبرى الحركات الإسلامية الحديثة» إن: «عدداً من الطلاب الإيرانيين الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر، انضموا إلى الجماعة.. كذلك فإن أعداداً كبيرة من شيعة العراق انخرطت في تنظيم الإخوان هناك، ثم أصبح لهم حزب قادة «الشهيد» محمد باقر الصدر باسم «حزب الدعوة» يستمد فكره ومنهجه ورؤاه من مدرسة الإخوان المسلمين ورموزها»! ولذلك قلت في تغريدة سابقة لي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قبل سنة تقريباً، ما نصه: «من أراد أن ينظر لأحد تنظيمات الإخوان المسلمين الشيعية الإرهابية؛ فلينظر إلى حزب الدعوة ونوري المالكي»..