عماد المديفر
نجحت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في نصرة أشقائهم من القوات المسلحة اليمنية الباسلة، والمقاومة الشعبية البطلة الماجدة الموالية للشرعية، والذين عملوا مجتمعين، جنباً إلى جنب، لإنقاذ أهالي تعز العزة والكرامة،
... وفك الحصار الإجرامي الغاشم عنهم، والذي دام قرابة العشرة أشهر، نكلّت بهم خلالها بكل وحشية ميليشيات الحوثيين الإرهابية العميلة، ومرتزقة المخلوع علي صالح.. في ظل أداء سلبي للمنظمات الأممية والإنسانية الدولية..
لقد نكلت بهم عصابات الإجرام أشد التنكيل، وسامتهم سوء العذاب، تماماً كما فعلت من قبل مع المدنيين في جميع القرى والمدن التي دخلتها عنوة هذه الميليشيات.. ميليشيات الهمج الرعاع، المسلوبة عقولهم، والمملوءة قلوبهم بالغل والحقد على كافة أطياف الشعب اليمني الأصيل، لا لشيء إلا لأنهم أبوا أن يكونوا رهائن في يد الحوثي وجماعته.. مسلوبي العقل، مرتهني الإرادة لدولة الشر والإرهاب.. إيران.
لقد استمر حصار تعز مدة طويلة جداً؛ لم يحرك المجتمع الدولي فيها ساكناً! ولم تقم المنظمات الأممية والحقوقية المختصة بواجباتها الإنسانية التي تدعيها! حيث واجه أهلنا هناك، شيباً وشباباً، أطفالاً ونساء.. أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة للغاية، جراء جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي تشنها ميليشيات الحوثي الجبانة، منذ ما يزيد على 6 أشهر، ثم ما تلاها من حصار طيلة الأشهر السابقة. أدت إلى قتل أكثر من 1123 شخصاً وإصابة 5564 آخرين واختطاف 109 من المدنيين..
وبحسب التقارير الموثقة؛ فقد عمدت هذه المليشيات الإرهابية إلى إحكام السيطرة على تعز بشكل كامل خلال تلك الفترة، و»أغلقت جميع منافذها ومنعت دخول المواد الغذائية والأدوية والمياه الصالحة للشرب والأكسجين اللازم للمستشفيات ما أدى إلى وفاة عديد من الجرحى ونقص الغذاء ومياه الشرب، واضطرار السكان إلى شرب مياه الأمطار غير الصالحة للشرب، كما استهدفت الميليشيات المستشفيات وقامت بـ 202 عملية قصف عليها، ما أدى إلى إغلاق المستشفيين الرئيسين في المدينة، كما استولت على مركز رعاية الأمومة ومركز علاج السرطان وحولته إلى ثكنات عسكرية، واستهدفت الطواقم الطبية أثناء قيامها بواجبها في إسعاف المصابين، إضافة إلى مهاجمة سيارات الإسعاف التي تحمل شارة الهلال الأحمر، وقامت بتفجير المنازل واحتلالها وطرد السكان، كما قامت بزراعة الألغام بشكل واسع».. ما أدى إلى سقوط المدنيين ضحايا لهذه الألغام.. وبدل أن تبادر المنظمات الإنسانية الدولية والحقوقية بواجباتها؛ نجدها في صمت مطبق، خلا بعض التصريحات التي تخرج على استحياء من هنا وهناك، كـ «رفع عتب»، وربما «ذَرَّاً للرماد في العيون»، «لزوم الزينة» ولتبدو كما لو كانت «موضوعية حيادية»..!
وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت حينها بأن «مدينة تعز تحت حصار فعلي، وأن هناك نحو 200 ألف شخص في حاجة إلى الماء وغيره من المواد الأساسية»، كما حذرت منظمة اليونيسيف من كارثة إنسانية تضرب الآلاف في تعز، فيما أكدت الأمم المتحدة أن الميليشيات الحوثية تمنع المساعدات الإنسانية عن الأهالي. ودعا منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن الميليشيات العميلة إلى السماح بوصول المساعدات إلى المناطق في مدينة تعز التي شهدت حرباً وحصاراً عليها من المجرمين الحوثيين. لكن دون أي جدوى أو استجابة.. وجميع هذه التصريحات كانت بفضل تحرك اليمنيين وإيصال صوت الحقيقة داخل أروقة هذه المنظمات التي لم تقدم أي تحرك فعلي على الأرض..
بل على العكس، وجدنا أن منظمات أممية عدة تعتمد على روايات المجرمين..! من الميليشيات الحوثية الإرهابية العميلة.. ومرتزقة مجرم الحرب علي عبدالله صالح.. ولا تتواصل مع الحكومة الشرعية كما ينبغي، ولا تباشر الوضع والحالات الإنسانية الصعبة على أرض الواقع.. بل وتستهدف في تصريحات مغلوطة، مضللة، عارية عن الصحة، الشعب اليمني وقواته المسلحة الشرعية، والمقاومة الشعبية، وأشقائهم في التحالف العربي الدولي الذين هبوا لتلبية نداءات الاستغاثة الإنسانية التي أطلقتها الدولة اليمنية، لإنقاذ اليمن الشقيق من براثن هذه العذابات، والجرائم الوحشية الممنهجة التي ترتكب في حق الشعب العربي اليمني الصامد ضد الفوضى التي تعمل عليها قوى الشر والإرهاب، تنفيذاً لأجندة نظام الولي الفقيه، وعمائم الرجعية والظلام.
لقد قال العرب كلمتهم.. عبر التحالف العربي لدعم اليمن، ونصرة للشرعية.. لن نسكت مطلقاً، ولن نقف متفرجين، أو نتأخر عن دعم أشقائنا الذين وقعوا بين رحى ظلمين.. ظلم الجماعات الإرهابية، من حوثيين ودواعش، ومرتزقة المجرم علي صالح من ناحية، وظلم المنظمات الأممية والحقوقية، والتي يصفها اليمنيون بأنها «وقفت مع الإرهاب، مع المجرم، مع الجلاد .. ضد اليمن الجريح، ضد الشعب اليمني، ضد الضحية».. والتي لن تكون ضحية بعد اليوم لا لجماعات الحوثي وعصاباته المجرمة، ولا لمثل هذه المنظمات المنافقة.. التي بدل أن تسهم في رفع الظلم عنهم، نراها ترفع عقيرتها متشدقة بشهادات الزور، ومحاباة لقوى الشر والإرهاب.. وهو ما كشف زيف ما يرفعونه من شعارات براقة، وأنها ليست سوى أدوات لتنفيذ سياسات لا تريد باليمن، ولا بالعرب ولا بالمنطقة خيراً.. إلا أن ترعوي، وتعود لرشدها.. وتتحرى الدقة والموضوعية؛ وأن لا تكون شريكة في هذه الجريمة الإنسانية البشعة في حق الشعب اليمني الشقيق.
لقد تكاتفت الدولة اليمنية، شعباً وقيادة وبكل أطيافهم، ووقفوا صفاً واحداً في سبيل مواجهة وإفشال مخططات إجرامية خبيثة كانت تعمل عليها عصابة عمائم الظلام منذ أكثر من 25 عاماً.. واستطاع اليمنيون بعون أهلهم العرب، وبعد أن اكتشفوا المخطط الإجرامي الجبان لاختطاف البلد بمن فيه، استطاعوا فك الحصار عن تعز.. ونجدة أهلها.. ولتمثل تعز حالة مختصرة للقطر اليمني برمته.. وحالة الاختطاف التي مر بها، ثم حالة النصر والانعتاق، والتحرر، وعودة الأمل، لبناء المستقبل.