سعد الدوسري
في وطن شاسع مثل بلادنا تتسع الطبقة السكانية على مساحة هائلة هي أشبه بقارة. ولو تأملنا في العدد الرسمي للمواطنين، والذي صدر من قبل مصلحة التعداد، وعلى ذمتها، فسيكون في حدود الثلاثين مليوناً، تشكل الطبقة الوسطى منه النسبة الغالبة. وهذا ما يجعلنا نفكر في مبادرات اجتماعية، يصل أثرها للطبقات الفقيرة، سواءً في المدن الكبيرة أو في المدن الطرفية، وهذا ليس تقاطعاً مع أدوار وزارة الشؤون الاجتماعية، ولكنه إكمال لها، فالوزارة في النهاية جهة حكومية، تعمل وفق ضوابط وآليات رسمية، أما الفرد فيعمل بروح شخصية واهتمام ذاتي، ويريد لنفسه النجاح التام في مشروعه لخدمة محتاجة أو محتاج.
بعض المهتمين يرون أن الجمعيات بإمكانها أن تلعب هذا الدور، ولا حاجة لمبادرات فردية، والبعض الآخر يرون العكس تماماً، معتبرين هذه المؤسسات الخيرية، جزءاً من أجزاء جسد وزارة الشؤون الاجتماعية، بنفس الآليات ونفس الضوابط.
إذاً، فالصورة هي أن يقوم كل فرد منا بالتفكير في مبادرته الشخصية لدعم من يراه من المحتاجين، ثم يفكر بالآلية التي سينفذها بها، بحيث تتوافق مع ظروفه ونوع مبادرته ومقر إقامته. وسيتشكل لدينا خارطة جديدة للمبادرات الاجتماعية الشخصية، التي ستقلل من عدد المحتاجين، وستزيد من نسبة الرضى لدى المواطنين، رجالاً ونساءً وشباباً، وسيتحقق في النهاية مفهوم الشراكة الاجتماعية واللحمة ما بين أفرادها. وهذا كله ليس صعباً أو مستحيلاً، إن رأيناه نحن سهلاً أو قابلاً للتطبيق.