سعد الدوسري
هناك أعمال إبداعية محلية بحاجة إلى ترجمة إلى لغات كالإنجليزية والفرنسية. أقسام الترجمة في الجامعات لن تخرّج مترجمين ومترجمات بالحجم الذي تتطلبه المرحلة المفصلية التي نعيشها اليوم، والتي ينظر إلينا فيها العالم نظرة المتأمل. ولن يكون بمقدور أية نصوص أن تعبر عنا، إلا إذا كانت نصوص أدب أو تلفزيون أو مسرح أو سينما. الترجمة ستقودنا إلى الآخر لا محالة، وستسهل عليه معرفة نكهة المنتج الإنساني الذي ظللنا نبنيه، مبدعاً بعد مبدع.
يجب الاهتمام بصناعة حقول ترجمة، تحول كل هذا التراث الأدبي والفكري، من الخانة المحلية الضيقة، إلى بقع العالم أجمع. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال مترجم من نفس الثقافة، ليكون بمقدوره نقل روح النص ولغة النص للقارئ الأجنبي. ولدينا بالإضافة للنصوص الأدبية، أعمال نثرية عن الإنسان والأرض والثقافة والحياة اليومية، ما يكفي لإعطاء صورة عن هذا البلد المترامي الأطراف والمتنوع، صورة كافية لكل الذين يظنون أن لا روح في مشهدنا، ولا حياة.
مثل هذا التخصص يجب رعايته، من خلال المؤسسات الثقافية والإعلامية، ويجب الاستثمار فيه، عبر قيادة المبدعات والمبدعين في مجال الترجمة إلى الواجهة، وعدم استخسار ما ندفعه لهم من مصاريف، لأن نقل صورتنا إلى الآخر، هو مكسب غير منظور، تهتم كل حضارات العالم فيه، ليس لليوم، بل للغد القريب والبعيد.