سعد الدوسري
لا يكفي أن نناقش حالة الإهمال المتعمد من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية لشبابنا وشباتنا، في مجال التوظيف بالقطاعين الحكومي والأهلي. علينا أن نحفز كل شاب وشابة، لكي يبحثوا عن الفرص بأنفسهم، والفضاء مفتوح بقوة لمن يملك الإبداع. الفرصة التي تذهب لن تأتي مرة أخرى، وهناك كنوز غير مكتشفة في السوق، ولن يكتشفها إلا من يفكر خارج الصندوق، من يبحث عن مكان مختلف ومصدر رزق جديد.
الصورة النمطية للشاب الخامل الذي يريد وظيفة إدارية، تضعه في خانة البطالة المقنعة، لم تعد موجودة. صار هناك تنافس شديد في مجال السوق الإلكتروني، ولن ينجح فيه إلا المنجزون المخلصون لعملهم، الذين لا يغفلون عن أي جديد ومستجد في هذه الساحة الحديثة العهد.
يبقى أن تدعم مؤسساتنا هذا التوجه، وألا تضع عوائق جديدة عليه. فهناك من يقول بأن الأنظمة والضوابط القادمة، ستحدد أطر العمل عن طريق الإعلام الجديد، ولا بأس في ذلك، لكن بشرط أن تكون الضوابط محفزة للتطور في هذه الأعمال، وليس العكس. فيكفي ما عاناه شبابنا وشاباتنا في الماضي، يكفي ما وصلوا إليه من تهميش وإقصاء عن العمل الحر، يكفي ما خسروه من فرص كبيرة، ذهبت للأجنبي، تحت أعذار واهية، بأنهم لا يحبون العمل، ولا يقبلون التعب. كل هذا انتهى اليوم، وصار الشباب والشابات من رواد الأعمال ذات رأس المال البسيط، والعلاقات المتنوعة، والأفكار المتجددة؛ هذا هو التحدي الجديد لهم ولنا، فنأمل ألا نكسر مجاديفهم بالتنظيمات المقبلة.