سعد الدوسري
ككاتب، سيكون عليّ أن أشكر منظمي مهرجان أفلام السعودية، ومسؤولي المنطقة الشرقية على احتضان هذه الفعالية، منذ الخميس الماضي وحتى اليوم الاثنين. ولأنني عضو في لجنة تحكيم السيناريو، مع بدرية البشر وفيصل العامر، فلقد كانت فرصة لي كي أعيش مع ابداعات شريحة جديدة من الشباب، الذين لم يسبق لي أن عشت معهم تجارب من هذا النوع.
لقد قرأت نصوصاً لم تحصل لي فرصة أن أقرأ مثل تميزها، نصوص لن أفصح عن أفضل مبدعيها، لأن اليوم هو يوم إعلان فوزهم.
لقد كنا بحاجة لمحتوى متطور ومتفاعل مع المتغيرات الحياتية، ولن نكون قادرين على اكتشاف مبدعيه إن لم نمنحهم الفرصة للتنافس من جهة، والفرصة لحضور ورش متخصصة في هذا المجال من جهة أخرى.
والمثير أن معظم النصوص جاءت في حب الوطن، وفي رفض التطرف، مما يجعلنا نتفاءل بأن الفيلم -كمناخ جديد للتعبير- سيسهم مع وسائل الإعلام الاخرى في تكريس حالة الالتفاف حول القيادة في حربها على الارهاب.
السيناريو هو الخطوة الأولى لصناعة الفيلم، وكل ما يقال عن الفقر في نصوص الأعمال الدرامية أو السينمائية لن يكون صحيحاً إذا نحن قرأنا ما يقدمه الشباب اليوم في هذا المجال. صحيح أننا لا نزال في بداية الطريق، ولكنها بداية واعدة، والأهم أنها بداية تهتم بالوطن، قبل أن تهتم بأية فكرة أخرى. ونحن هنا نتحدث عن شابة من القطيف، وشاب من الرياض، وشباب من حائل ونجران ومكة، كلهم ينسجون في كتاباتهم أغنية بلاد مترامية الحب.
علينا ألا نقف في طريق هؤلاء الشباب الذين يشقون طريقهم الجديد في المجال الإعلامي، علينا أن نبارك لهم نجاحاتهم في المحاولة، وإن لم نفعل ذلك، فلن تكون محطتنا الإعلامية القادمة كما نأمل أن تكون.