عبد الاله بن سعود السعدون
فضاؤنا العربي الواسع ضاق بالعدد المزدحم الهائل بالقنوات الفضائية المختلفة المصدر والهدف وسخرت أكثرها لتنفيذ أجندات إقليمية ودولية معادية لوحدة أمتنا العربية وبث البرامج المخطط لها لتكون الخميرة الفاسدة المحرضة والموقظة للفتنة الطائفية مستخدمة آليات رخيصة ومأجورة تركز في توجيهها لحقن السموم بعقل المسلمين السذج في منطقتنا الإقليمية محركة أركان الصراع والانتقام المذهبي الطائفي الذي ينخر بالجسد العربي الواحد في سوريا والعراق بتحريك هذه النفوس المظللة لدفعها نحو الاغتيال والتهجير والاغتصاب تنفيذاً لمنهج الانتقام السياسي والطائفي والذي تظهر بصمة التحريض والدعم الإيراني واضحة في ساحة الإجرام الإرهابي للمليشيات والعصابات المتطرفة والذي تعرض لها الأشقاء أبناء الشعبين الصابرين السوري والعراقي ولابد من التصدي لهذه الفتنة القاتلة والشبيهة بالنار في الهشيم الآكلة الأخضر واليابس وليكن شعار إعلامنا العربي الشريف الحقيقة الشفافة مع الالتزام التام بميثاق الشرف الإعلامي لمكافحتها ونبذها وذلك بنشر المحبة والأخوة الإسلامية والتمسك بالوحدة الوطنية الخليجية وترسيخ معنى التحذير من الطائفية والابتعاد عن اجترار حكايات غير مسندة لصراعات مذهبية مضى عليها الدهر ولأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن مستخدمين الوسائل العلمية الحديثة لتوسعة نطاق الأمن الفكري و تبني خطاباً إعلاميا عابراً للطائفية والعرقية لحصانة مجتمعاتنا من الإرهاب الوليد الغير شرعي للتصارع الطائفي.....
حتى بلغ عدد القنوات المأجورة أكثر من سبعين قناة وليدةً من قناة العالم والكوثر والمنار وأخواتها الباقيات والتي تهدف لتفجير الفتنة الطائفية والتحريض على الإرهاب وتفكيك الوحدة العربية ومسح هويتها بخلق مسببات كاذبة للنزاع والتباعد العربي وللأسف المحزن أن ثمانية منها تبث في فضائنا الخليجي وبتمويل وإشراف رجال أعمال وسياسيين خليجيين طائفيين مرتبطين بعلاقات مشبوهة بالدوائر الاستخبارية الإيرانية. ولكنهم مهزومون لصلابة التلاحم الوطني وقوة الالتفاف الشعبي بقيادته المخلصة.
ومن جانبنا، نعتمد الوسائل الإعلامية التقليدية من صحف يومية وقنوات رسمية تعيش ضمن دائرة البيروقراطية الإعلامية باعتماد أسلوب اللجان وتعدد أصحاب القرار الإداري والإعلامي، وهذا لا يتناسب مع سرعة بث الحدث وتفنيده والتأثير في تحويل تأثيره السلبي للرد الإيجابي بعد ملاقاته بالحقائق من أجل مسح أثره المعادي على الرأي العام العربي والخليجي، وقد يكون ذلك أنفع مهنياً مع تشكيل هيئة دائمة استشارية خليجية متفرغة كآلية حديثة لمتابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية الإعلامية العامة التي أصبحت في عالمنا الحالي سلاحا قويا يستخدم دفاعيا وهجوميا عند الحاجة لصد كل الحملات العدائية المغرضة أين كان مصدرها، والمستهدفة أمن واستقرار خليجنا العربي، ومرتكزة على ثوابت ديننا الوسطي الحنيف، ووحدة شعوبنا الخليجية واعتماد الصدق والشفافية في نقل وعرض الحدث والخبر وكشف كل الحملات المفبركة الكاذبة المستهدفة لأمن ومكاسب مجتمعنا الخليجي، وتسخير الآليات الإعلامية المهنية الحديثة فصناعة الإعلام الجديد المعتمد على الثورة الإلكترونية والتي أصبحت سلاحاً فعالاً في محاربة أعدائنا الإقليميين والدوليين والابتعاد عن البيروقراطية الإعلامية المعيقة للحركة السريعة وذلك لتسابق الأحداث المتسارعة من حولنا، مع التحلي بالجرأة والمبادرة في تجفيف منابع كل المنافذ الإعلامية المعادية وتشجيع ودعم القنوات الأهلية الخليجية الوطنية والاعتماد على مكاتب الدراسات الإستراتيجية الإعلامية في خليجنا العربي كمصدر هام للتحليل الاستباقي لكل الملفات الأمنية والسياسية بتقديم بحوثهم ودراساتهم ضمن تقاريرهم المهنية وتهيئة المناخ المناسب لهم ودعم مشاريعهم مالياً لتوسعة محيط أعمالهم المهنية لأهميتها في المشاركة بتقديم الرأي الصادق الصحيح لصاحب القرار السياسي للاستئناس بمحتواه..... وكلي أمل بزملاء المهنة الذين دفعتهم ظروفهم الخاصة للهجرة نحو المراكز والقنوات الإعلامية الأجنبية في جوارنا الإقليمي بالعودة لدفء الوطن الموحد لتأدية الواجب نحوه وترسيخ الوحدة الوطنية الإعلامية في هذا الظرف الصعب لنحمل أقلامنا متوحدة مع بنادق مقاتلينا الأشاوس في ميدان الشرف بكلمة وطنية صادقة تساندهم ومنسجمة ومتكاملة مع جهود قيادتنا المخلصة للدفاع عن حقوق خليجنا العربي وحمايته من كل طامع حاقد إقليميا ودولياً.
وأني أناشد ممثلاتنا الدبلوماسية الخليجية وملحقياتها الإعلامية في جوارنا الإقليمي بوقفة شجاعة مماثلة للدعاوى القضائية المقامة من قبل سفير خادم الحرمين الشريفين في الكويت والقضاء البحريني ضد المتطاول المدعى الدشتي والذي رفعت عنه الحصانة البرلمانية ليلقى جزاءه العادل لعمالته وإساءاته المستمرة ضد رموزنا الوطنية.
وأتمنى أن يتعدى ذلك ليشمل كل نباح في القنوات الطائفية الصفوية المأجورة لتقدم للقضاء وتلاحق قانونياً لتأجيرهم من قبل سادتهم في أطلاعات الإيرانية للإساءة للعلاقات العربية بخلق الأكاذيب والافتراءات وتردديها كالببغاوات بعيدة كل البعد عن شرف المهنة الإعلامية والآداب العامة وذلك خدمةً للخطاب الإعلامي والسياسي الإيراني ولابد اللجوء لسلطة القانون المنظم للبث الفضائي من إلجام هذه الألسن القذرة وللأبد ليصفو فضاؤنا العربي الخليجي من قنواتهم الطائفية.