عبد الاله بن سعود السعدون
ما تعيشه بغداد الآن سواءً في تظاهرات الشارع أسبوعياً وأيضاً بين دهاليز مجلسي الوزراء والنواب للوصول لصيغة ترضي جمهور الشعب العراقي الغاضب لتدهور الوضع سياسياً واقتصاديا وحرمان المواطن من كل حقوقه في العيش الكريم ووصوله لحالة الحرمان من كل الخدمات العامة ., يتوازى هذا مع تحرك آخر، وإان كان الحديث عنه إلا همساً خافتاً يكاد يصل الى أسماع مجموعة قليلة وهو مشروع تحرير الموصل الذي يحاول وضع يده على تفاصيل الخطة السرية لتخليص مدينة الموصل من سيطرة داعش بخطة تعتمد على أهالي الموصل وعشائرها وبمساعدة الشريك الثاني البيشمركة قوات الدفاع الكردية لتنفيذ هذه الخطة الخاصة والمحاولة الجادة لأبعاد قوات الحشد الشعبي من المشاركة في عملية تحرير الموصل، وقد يكون المبرر للمطالبة لأبعاده عمليات القتل وحرق المساكن وعمليات الانتقام الطائفي الذي مارسها منسوبو هذا الحشد الطائفي في محافظة ديالى وصلاح الدين لكونه مؤلفاً من مجموعة مليشيات طائفية أشرف على تسليحها وتدريبها ووضع الخطط العسكرية لها الجنرال الإيراني قاسم سليماني .وقرار أهالي الموصل استبعاد الحشد الشعبي غير قابل للتفاوض، وقد يكون لهذا الرفض أبعاد أخرى غير معلنة متفق حولها مع قوات التحالف الدولي وجيش الحشد الوطني والمؤلف من أهل السنة في الموصل الذي بلغ تعداد منسوبيه أكثر من عشرين ألف مقاتل مع قوات البيشمركة الكردية وبمساندة اللواء المدرع التركي والمرابط لأكثر من عام بمحيط مدينة الموصل في معسكر بعشيقه والمستعد للمشاركة في عملية تحرير الموصل ولهذه القوى المتفقة على خطط عسكرية وسياسية فيما بينهم للتعامل مع مراحل إنفاذ أهالي الموصل دون مشاركة قوات الحشد الشعبي والمرتبطة بقرارها بإيران لاختلاف طريقة تعاملها مع إنهاء دور داعش وانتهاء دورها المرسوم لها منذ فسح الطريق لها للدخول والاستيلاء على ثلث العراق دون اعتراض تمددها من جميع القوات العراقية المنتشرة في المنطقة الحدودية مع المصدر الأساسي السوري لعصابات داعش وفي المرحلة النهائية بما يسمى بتحرير الموصل بين هذه القوى الإقليمية والدولية المتفقة لهذه الخطط غير المعلنة والتي قد يكون أحدها تأمين المنفذ الآمن لانسحاب مرتزقة داعش من لهيب المعركة والعودة لمواقعهم الأصلية في الدول الغربية وتسليم الأرض لقوات الحشد الوطني المكون من أهل الموصل والبيشمركة الكردية بحماية تركية والتحالف الدولي ....وقد تكوننهاية مسرحية داعش مماثلة لمشروع كلينتون بتفكيك الاتحاد اليوغسلافي الى دويلات على أساس العرق والدين وتنتظر ساعة الصفر لتتوج برسم خارطة جديدة تعرض تفاصيل بنودها اتفاقية بديلة عن سايس بيكو سيئة الصيت لوضع جيوسياسية جديد على أرض سوريا والعراق والمتجه نحو التقسيم على أساس مكونات طائفية عرقية وبتشكيل كونتانات عديدة صغيرة وضعيفة تحت مسمى (اتفاقية أوباما بوتين خامنئي) لا سمح الله... وللعرب وقفة منتظرة للوقوف صفاً واحداً لصد هذا المشروع العدواني الطامع والهادف لإضعاف وتقسيم أمتنا العربية وتغيير ألوان أعلامها وتدنيس سيادتها ونهب ثرواتها الوطنية.