ناصر الصِرامي
تصريح المرجع الديني الحوثي عصام العماد، كان أبرز رسالة علنية لتراجع الحوثيين نحو البحث عن مخرج للحرب، فقد كتب المرجع الحوثي الذي يدرس في حوزة علمية بمدينة قم الإيرانية، قبل أسابيع أن «الله أمرنا بالمسالمة والمهادنة والمصالحة».. مجيزاً التصالح والتفاوض مع السعودية والتحالف..!
ترافق ذلك مع تصريحات أخرى لقيادي حوثي، - يوسف الفيشي، عضو المجلس السياسي للجماعة وعضو اللجنة الثورية العليا -، طالب فيها إيران بالكف عن «المزايدة بالملف اليمني، والبقاء بعيدة عن الصراع اليمني»...!
ثم تواردت الأخبار من الحوثيين، حول وجود مفاوضات شملت شخصيات قبلية واجتماعية، سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للسعودية، وهو ما أكده التحالف العربي لإعادة الشرعية رسمياً.
التحول أيضاً شمل حزب المؤتمر الشعبي العام، التابع للرئيس اليمني المخلوع صالح، وبعد أيام من خطابه الذي هدد فيه بحرب تستمر لـ11 عامًا. سارع مصدر بمكتب صالح بالتأكيد أن حزب المؤتمر مع السلام الشامل، واستعداده لإيقاف كل أنواع الاقتتال الداخلي، قائلاً: إنها دعوة «الزعيم صالح للحوار مع الأشقاء في المملكة»...!
في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري - مارس - كان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد يزور صنعاء في إطار جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية، وأجرى خلالها مشاورات مع قيادات ميليشيات الحوثي والمخلوع.
وبعد أسبوعين من زيارته لصنعاء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن في مؤتمر صحافي له بنيويورك: «بعد محادثات نشطة مع الرئيس هادي والمسؤولين اليمنيين في الرياض وجماعة الحوثي.. يسرني أن أعلن اليوم أن أطراف النزاع قد اتفقت على وقف الحرب في اليمن بدءاً من منتصف ليلة العاشر من أبريل المقبل».
وأوضح أن الأطراف اتفقت على تشكيل لجنة وقف إطلاق النار التي سوف تباشر عملها فور تنفيذ الاتفاق.
وإجراء محادثات في الكويت للوصول إلى اتفاق مكثف لإنهاء النزاع واستئناف الحوار السياسي الشامل، استناداً إلى كافة قرارات الأمم المتحدة.
في الوقت ذاته أكد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة أن الضغط الذي مُورس على ميليشيات الحوثي وصالح بدأ يُؤتي ثماره، مشيراً إلى أن الأمور باتت على مشارف انتقال هام.
الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي - ممثل الحكومة الشرعية، قال: «إن الانقلابيين للأسف لا يجيدون إلا لغة السلاح والخراب والتدمير والحصار اللا إنساني الذي يجسّد واقعاً ملموساً في محافظة تعز».
الرئيس اليمني أكد أن الرسالة التي وجهها أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، تؤكد قبول الانقلابيين والتزامهم بالقرار الدولي 2216.
رضوخ واستسلام يتزامن مع الذكرى الأولى لعملية عاصفة الحزم، بهدف إعادة الشرعية في اليمن، وهو الأمر الذي أصبح قريباً جداً، وأقرب من أي وقت مضى..!
ذلك لا يعني أن التحول من حالة الحرب إلى السلام، وفق القرارات الدولية، رغم استسلام الحوثي ورضوخ المخلوع صالح سيكون سهلاً أبداً، هناك جيوب وفصائل عدة من القاعديين والداعشيين، وبعض الفصائل الباحثة عن مكاسب شخصية حتى لا تخرج من كل ذلك خالية الوفاض..!
لكن الواضح أن التحول يحدث بوضوح الآن بعد انتصار التحالف العربي وعودة الشرعية، ولا يمكن توقُّع أن يحدث الحل الكامل خلال أسابيع أو شهور قليلة، بل قد يستغرق بعض الوقت لإنهاء حالة الحرب وتثبيت أركان الشرعية اليمنية عبر الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية في الداخل. لكن المؤكد أن اليمن مجدداً يدخل مرحلة سياسية جديدة.. فيما التحالف العربي بقيادة السعودية يقترب من تحقيق أهدافه!