ناصر الصِرامي
«إذا الآن تقول لي أشرف شيء عملته بحياتك، أفضل شيء عملته بحياتك، أعظم شيء عملته بحياتك، أقول لك هو الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن والذي نفعله الآن، هذا أعظم شيء في حياتي أنا عملته، وأشعر أن هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا هو الجهاد، هذا أعظم من حرب تموز - مع إسرائيل».
يقول زعيم حزب الله الإرهابي والذي يمضي إلى اتهام غريب وفج للسعودية، يقلب كل الشواهد والحقائق رأساً على عقب: «السعودية أصلاً مشروعها ليس الفتنة في لبنان فقط، بل أينما يوجد سنّة وشيعة بالعالم. السعودية تعمل ليكون هناك فتنة بينهم في سورية والعراق وفي إيران وأفغانستان وباكستان وفي اليمن والبحرين ودول الخليج ونيجيريا وإندونيسيا، «شو بدّي عدّ لكم»!!، طبعاً لو قال إيران، لأصبح الأمر مفهوماً للمراقب والمتابع من قريب أو بعيد.. لكنه مغيب ولا يملك الجرأة ضد ملالي طهران..!
لكن ذلك يظهر حجم القطيعة عن الواقع أو الدجل الذي يعيشه نصر الله في مرحلة خسائره السياسية والعسكرية، والشعبية، بعد فضائحه في اليمن وسوريا والبحرين والعراق، وفشل المشروع الذي يمثله، مشروع «ولاية الفقيه». الذي يعتبر نفسه جزءاً منه في تسجيل موثق وشهير!
ما قاله حسن هنا، هو قبل قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتباره وميليشياته وحزبه، بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية بسبب الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصره لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف.
مجلس التعاون عازم على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قراره، مستنداً على ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دوله، والقوانين الدولية المماثلة أيضاً.
أضف إلى ذلك الأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريا واليمن والعراق تُشكّل تهديداً للأمن القومي العربي، عبر سلاحه ومليشياته في المنطقة العربية، الأمر الذي قاد مجلس وزراء الداخلية العرب إلى إدانة وشجب الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها الحزب الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي العربي.
كما الممارسات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في عدد من الدول العربية، وتقويض التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العربية بالتجييش الطائفي وإثارة النعرات المذهبية.
دول الخليج العربية طالبت ما تبقى من الحكومة اللبنانية، إعادة النظر في مواقفها وسياساتها، فالقرار اللبناني، أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية - إيران - خارجية - روسيا.
تسلسل وتتابع مهم ومتسارع، يتجاوز محاولة التعويم السياسي في الساحة اللبنانية، ففي تركيبة الأحزاب اللبنانية تضيع المحاسبة والمسئولية السياسية، في بلد وصل به الحال أن يمر عامان بلا رئيس لدولته، لأن حزب الله لا يريد ببساطة إلا الفراغ.. وأن تصبح أكوام النفايات صورة بديلة لجبل لبنان وشواطئه!
ندرك جيداً أن لا قرار سياسياً في لبنان يتم دون موافقة قيادة حزب الله، ولا قرار يتخذه حزب الله دون التشاور والتنسيق الكامل مع طهران، ولن تتردد طهران في إبلاغ روسيا!
إلا أن نصر الله مرة أخرى يحاول أن يفهمنا العكس تماماً، عكس كل ما يتم ويحدث ويوثق، أن يُوهمونا مجدداً كما اعتاد أن يفعل ويتقن الدور ببلاهة خطرة.. وكذلك يفعل بعض الساسة اللبنانيين المستفيدين!
أعتقد أن حالة الإسهال والثرثرة والتلفيق ستبدأ الآن في ظل الحزم العربي- السعودي، هذا هو سلاح حزب الله الباقي.. بعد أن كشف زيفه وأوراقه وحاصرته السعودية والعرب في الوقت المناسب..!