محمد المنيف
لا أعتقد أن هناك من يلومني على تكرار الحديث حول ما يقام في الإمارات العربية المتحدة من أنشطة في مختلف نواحي الحياة وكل ما يخطر على البال وصولاً إلى الطفل وما يقدم له من برامج بمشاركة عالمية.
نعم فأنا أغبطهم بما أن الغبطة هي تمني ما لديهم دون زواله.
نشاط منظم مدروس تسهر عليه مؤسسات رسمية ويدعمه القطاع الخاص بكل أريحية إذ لا يمر يوم إلا وتقرأ أو تشاهد عبر التلفاز مهرجانا ولقاء ومؤتمراً.
ولتكن الشارقة محط رحلة دامت 15 يوماً منها خمسة أيام بدعوة كريمة من الشيخة حور القاسمي, والبقية في عدد من الإمارات التي تنظم فعاليات ثقافية وفنية رغبة مني في الاطلاع على ما يدور والاستمتاع بمختلف الفنون، ففي اليوم الذي كنت أهم فيه بمغادرة الوفود الإعلامية العالمية عرباً وأجانب من الشارقة بعد اختتام لقاء مارس المختص في الفنون التشكيلية بكل تفاصيلها يتم استقبال وفود جديدة لمناسبة أخرى (وفد مسرحي عربي وعالمي )لمهرجان الشارقة للمسرح مع ما تم من مهرجانات مماثلة منها الخط العربي والفنون الإسلامية إلى آخر المنظومة التي لا تنقطع طيلة العام.
أما ما يستحق الوقوف احتراماً فهي هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) التي انطلقت في 8 مارس 2008 كما جاء في التعريف بها في موقع يتضمن فعالياتها وبرامجها, وذلك بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2021 التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة كمدينة عربية عالمية تساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم مبنية على الرؤية أن تصبح دبي منصة للتبادل الثقافي المتنوع و الإبداع إقليمياً وعالمياً تحمل رسالة إثراء المشهد الثقافي من خلال خلق بيئة ثقافية مستدامة مع الحفاظ على الموروث الإماراتي ورعاية المواهب لتعزيز التنوع الثقافي والتلاحم والاجتماع.
انتهى التعريف الذي يضم في جنباته مؤشرات واستشرافات لمستقبل حافل وموثوق الخطى لبناء مجتمع متكامل التكوين العقلي والوجداني.
تجربة تستحق أن تكون أنموذجا يحتذى به، وخبرات بنيت على مدى ثمان سنوات يمكن اعتبارها مصادر نجاح لتجارب لاحقة.
إنه بناء الفرد الذي سيعتمد فيه على بناء الأرض بمجتمع حضاري يتعامل مع معطيات الحضارة بعقول منتجة، تفكر وترسم خططها لتسابق زمانها استعدادا لأجيال قادمة لا تنظر إلى الخلف كشكل من اشكال الذكريات بل تجعل منه نبراساً للقادم، جيل يبني مستقبله دون إخلال بقيمه ومبادئه، يجعل من رؤيته للقادم ما يحقق الجمع بين ماض وحاضر ومستقبل لا أن يهدم ليبني فقد يستمر الهدم حتى فيما يسعى لبنائه.