محمد المنيف
(الشارقة) اسم على مسمى، ولها من اسمها نصيب كبير بهمة رجالها.. تلك هي قلب الثقافة النابض في دولة الإمارات. الشارقة دومًا بحيويتها ونشاطها وفعالياتها التي لا تنام ولا تستكين، ولا تميل بإشراقتها إلى المغيب، بقدر ما تتوسط سماء العطاءات الإنسانية بحيوية الشباب ودعم الكبار، تمتد فروعها بين موروث أصيل، وحضارة معاصرة، قامت على تأصيل هويتها مؤسسة الشارقة للفنون بقيادة حور القاسمي الفنانة العاشقة لإمارتها الشارقة؛ لتغوص في أبعاد تراثها، بأن هيأت نفسها لخدمتها من خلال ميولها الفني، منذ أن بدأت تتلمس طريقها في الفن في الثالثة عشرة من عمرها، كما أشارت إلى ذلك في محاضرتها التي ألقتها في جلسة النقاش ضمن عنوان لقاء مارس لهذا العام (التعليم.. التفاعل والمشاركة) بأن فكرة تطوير مفهوم دور الفن في التعليم كانت تراودها منذ الصغر؛ وحققت لها عبر سنوات عملها بعد إنشاء المؤسسة العديد من سبل التواصل بين الجمهور والفنون.
لقد عايشت بتشرفي بدعوة مؤسسة الشارقة، وعلى مدى ما يقارب خمس سنوات، عشت خلالها الكثير من فعاليات لقاء مارس الثري بثيماته (عناوين كل دورة)، وبما يحتضنه بينالي الشارقة من إبداعات عالمية، إلا أن ما عشته في اللقاء التاسع قبل أيام للقاء مارس، وبما طُرح من خلاله من الكثير من الأفكار والمشاريع الإبداعية التي تزرع وتُسقى وتقلم في مؤسسة الشارقة للفنون، بإدارة مبدعة، وضعت إنجاح الفنون في الشارقة والتي تختص بها المؤسسة هدفًا، لا يمكن أن يغفل أو تغمض عنه عين.. اختيار ناجح للأسماء والموضوعات، تنظيم أكمل الأضلاع بنجاح.
لقد كانت الجلسات والفعاليات مهرجانًا لا يمكن أن تغمض عنه عين، أو تصم أذن.. خلال أيام قدم فيها ما لا يمكن تقديمه في سنوات في أماكن أخرى.
هنيئًا للشارقة وللفنانين والمفكرين المبدعين في مجال الفنون محليًّا وعالميًّا بهذا الإنجاز الذي يحلم كل من حضر أن يعود إليه مرات ومرات.
وهنيئًا لنا كخليجيين أن نرى مثل هذا التفاعل والفعل الإبداعي في دولة من دولنا الخليجية، وفي إمارة الشارقة على وجه الخصوص.
تعددت الجنسيات، وتنوعت مستويات الثقافات، لكنها تلتقي في عنوان واحد، هو (الفنون) الذي تذوب فيه كل الخلافات، وترتقي به المشاعر، ويتفاعل معه الوجدان، ويتحول الواقع المظلم إلى تفاؤل بمستقبل مشرق.. فالحياة والواقع خلقهما الله جميلَيْن لولا عبثنا نحن البشر.