د. زايد الحارثي
اليوم أكتب هذا المقال لموضوع أعتقد أنه قضية وطنية وباب خير يفتح لأبناء الوطن المؤهلين والمحتاجين للعمل لفتح مصادر الرزق والكسب لهم في مجال تكسب منه الآلاف من غير أبناء الوطن بمبالغ هائلة ألا وهو بيع وصيانة الجوالات، وأتمنى أن يتسع المجال ليشمل جميع أجهزة التقنية من حاسبات وكمبيوترات وغيرها بالإضافة إلى الجوالات.
لا بد أن تفتح كل المجالات للشباب والشابات السعوديين للعمل والرزق الحلال حتى إن كانت النظرة السلبية والاتجاهات السلبية نحو الأعمال الفنية والحرفية لدى الكثير من أبنائنا لا تزال سلبية، وكم هي سعادة أي مواطن لما يعلم أن عدد المسجلين في هذا المجال تجاور ثلاثين ألف شاباً بل ونتمنى المزيد.
فإلى متى نقبع ونرهن مصير ومستقبل أبنائنا بالنظر السوداوية والاتجاهات السلبية نحو قدرتهم على العمل اليدوي أو الفني!!!، أو رغتبهم في مثل هذه الأعمال ونحن نشهد هجرة الملايين بل المليارات من الريالات من خلال العمالات الوافدة وبيننا الآلاف من الشباب المحتاجين والقادرين على القيام بمثل هذه الأعمال.
إنه لا مجال لحجب الفرص المختلفة عن الشباب تحت أي ذريعة فهم عماد الحاضر وعدة المستقبل وحقهم واجب والميدان هو المحك، وإن اهتمامي بهذا الموضوع جاء نتيجة قرار معالي الأستاذ الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل لحصر أعمال بيع وصيانة الجوالات على السعوديين، إنه الوزير الصديق والزميل والعزيز والوطني الذي عرفته منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً في مشروع بحث وطني عن الافتراش في الحج التابع لجامعة أم القرى حين كان أستاذاً في كلية الملك فهد الأمنية وحين كنت أستاذاً في جامعة أم القرى ولا أزال وعرفته بعدها في المشاركة لمناقشة رسالة الدكتوراه للصديق والأخ الدكتور محمد الثقفي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قبل عدة سنوات.
وعرفته من هذين الموقفين وخلالها ينبض قلبه وفعله بالحماس والولاء والانتماء للوطن الغالي وللحق والموضوعية، ولما صدر الأمر الملكي بتعيين معاليه وزيراً للعمل يعلم الله أنني فرحت فرحاً عارماً، لما أعرفه من خصال وسجايا رائعة في معالي الدكتور مفرج وإن كنت لم أبادر لا بالتهنئة ولا بالاتصال ولا بالكتابة تجنباً لأي حرج.
والمجتمع يريد الاستمرار في مثل هذه المبادرات والقرارات التي تفتح للشباب أبواباً وآفاقاً أرحب للكسب والرزق الحلال، وأنا على يقين بأن هناك مجالات مختلفة التي يحتكرها الوافدون التي تشكل آلاف الفرص بمئات الملايين من الريالات وما مبادرة بيع وصيانة الجوالات إلا واحدة منها، وتأكيداً لمثل المبادرة التي نتمنى لها النجاح رغم ما سوف يواجهها من مقاومة وعقبات فلابد للوزارة الكريمة من المتابعة والتأكيد على عدم التنازل عن هذا القرار ومتابعة تنفيذه والتفكير في مزيد من مثل هذا القرار.
وختاماً تحية وتقدير واحترام لمعالي وزير العمل لمثل هذا القرار.