د. زايد الحارثي
هي مملكتنا، المملكة العربية السعودية، معين الخير الذي لا ينضب، ويد الجود والإحسان والمعروف التي تزخر بمعطاءات لا تنقطع من قادتها الكرام وأصالة أبنائها، رؤى عميقة، وإستراتيجيات عظيمة، وسياسات وتوجهات حكيمة، حفظت للمجتمع حقه فكانت له سياج، وشيدت له أركان فكان أحسن بناء، من أجل المواطن رسمت الأهداف النبيلة، والأسس المتينة ووضعت الخطط على أرض رايتها خضراء، ليكون المواطن في القمة.
ذلك لأن قيادة المملكة العربية السعودية يسعون دائماً وأبداً من أجل أن يطمئن الشعب على مستقبله ووضع التنمية فيه، وأن مملكتهم المتمسكة بعقيدتها ومنهجها الوسطي المعتدل تسير بخطى ثابتة محفوفة بأصالة المجتمع السعودي وثوابته، التي قامت عليها بلادنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-.
وهذا ما جاء في مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- في كلمته السامية لأبناء شعبه لدى استقباله أصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، وعدد كبير من أهل العلم والمشايخ والقضاة، والوزراء، ورئيس وأعضاء وعضوات مجلس الشورى، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجمعاً من رجالات الدولة وأرباب الفكر والثقافة، ذلك ليؤكد على المسؤولين على اختلاف مناصبهم بأنهم في خدمة المواطن وأنه يجب عليهم إن يقوموا بمسؤولياتهم تجاه أبناء وبنات الوطن على أكمل وجه دون أدنى تقصير ليتحقق لهم سبل الراحة والرفاهية بما يضمن الحياة الكريمة لهم.
فشملت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عدة رسائل وجهها إلى أبنائه المواطنين والمسؤولين فجسدت معاني كبيرة من شريعتنا الإسلامية السمحاء، ورسمت ملامح واضحة وحددت المسار والطريق لبناء هذه الدولة في عهده الميمون، مؤكداً مواصلة نهج المملكة داخلياً ومستمرة على المستوى الخارجي بدورها العالمي المؤثر، لتواجه بقوة كل التحديات العالمية حريصاً على توحيد الصف من أجل الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
المحبة والإخلاص للوطن وللشعب كانت العناوين البارزة للكلمة التي خرجت من قلب وعقل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الحريص كل الحرص على تحقيق مبدأ العدالة لجميع المواطنين، وتطوير أداء الخدمات الحكومية وتحسينها والعمل على مواكبة تطويرها والارتقاء بها إلى مستوى عالي من الخدمة لتتحقق الاستفادة للمواطن، خصوصاً في مجال الصحة والتعليم والإسكان، في ظل الدعم السخي اللامحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من أجل راحة واستقرار المواطنين وازدهار مملكتهم.
فالتعليم وتخصيص ميزانية ضخمة له يدل على اهتمام قائدنا لتطويره والاهتمام البالغ بالنشء ومستواهم التعليمي، فهو -حفظه الله ورعاه- حريص على إن تكون المملكة العربية السعودية تحلق في سماء العالم الأول لذا فهو يدرك -يحفظه الله- أن التعليم والاهتمام بمخرجاته هو أساس التطور، فليس بمستغرب إن يأخذ التعليم نصيباً وافراً من اهتمامات ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويظهر ذلك جلياً واضحاً في كلمته في تلك الرسالة الحانية التي وجهها للمواطنين، وخصوصاً أبنائه الشباب، الذين لم تبخل عليهم الدولة في توفير التعليم بمستوى وجودة عالية في جامعات المملكة وابتعاثهم من خلال برنامج الابتعاث الخارجي إلى أرقى وأفضل الجامعات في مختلف دول الابتعاث على مستوى العالم وحرص في كلمته خادم الحرمين الشريفين دعوة أبنائه في بذل كل من شأنه إن يساهم في دفع عجلة التقدم في الوطن وهذا يؤكد على أن التعليم ليس رفاهية أو سياحة، وإنما هو طريق يمهد لخدمة الوطن ويهيئهم لذلك، وبالتالي يجب عليهم أن يسهموا في رفعة وطنهم وبنائه، والاستنارة بما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين بنزع كل ما يؤثر على الوحدة الوطنية و الوقوف صفا واحدا في وجه التفرقة والعنصرية، والوقوف بحزم في وجه كل من يحاول المساس بأمن مملكتنا أو يسعى إلى إفساد أرضنا ويخالف أنظمتنا.
وإن ما تم من نهضة علمية وتربوية منقطعة النظير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- سوف يستمر ويزداد ويتضاعف في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز.
ونحن نؤكد ومعنا القيادات التربوية والتعليمية ورجال الفكر والثقافة في جميع أنحاء مملكتنا وعلى ضوء مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نستشرف عهدا يكون للعلم والتعليم فيه شأن عظيم ومكانة رفيعة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، -حفظه الله-، وأن عجلة التنمية ومسيرة التطور مستمرة لن تتوقف وسيكون لها إثر إيجابي على الوطن برمته وأبنائه محبي العلم.
وجميعنا على ثقة ولا يخالجنا أدنى شك بأن عهد خادم الحرمين الشريفين سيكون استكمالاً لمسيرة المملكة وعهد ملوكها البررة -رحمهم الله- الذين أولوا التعليم جل عنايتهم، ونحن على يقين بأن ذلك سيستمر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رجل العلم والتعليم ومحبهما، ذلك لإدراكه بأهمية العلم في تحقيق الإنجازات وحصد المكتسبات وبناء الحضارات، خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه منار المعرفة والعلم هو الأساس في إحداث التحولات وترجيح الكفة الاقتصادية التي تلعب دوراً حاسماً في موازين القوى العالمية، والحمد لله مملكتنا وقيادتنا لديها رؤية عميقة في هذا الشأن ما يجعلها مهيأة لهذا الدور الريادي.
فعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عهد يبشر فيه الوطن والمواطن بعهد العزة والعطاء وقوة التعليم ومخرجاته، بكرم عطائه سنتجاوز التحديات ونتغلب على الصعوبات ونتلافى كل السلبيات، ليتحقق لمدارسنا وجامعاتنا التمكين فتصبح مخرجاتها من أفضل المخرجات وأحسنها وفي أبهى صورها.
ولا يخفى على الجميع بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو رجل التاريخ والثقافة
فهو منذ صغره -يحفظه الله- عرف عنه بشغفه الفطري بالعلم وقدم مما لا يحصى من الخدمات لخدمة تاريخ الجزيرة العربية وعلومها وآدابها ولا أدل من ذلك على المنارة التاريخية «دارة الملك عبدالعزيز» التي رفدها الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- بمصادر مختلفة ومراجع عظيمة ووثائق تاريخية ومخطوطات مد بها الباحثين والعلماء والمختصين وطلبة العلم والمهتمين فكانت لهم مصادر موثوقة وكتب نافعة وزاد عظيم في رحلاتهم العلمية فليس بمستغرب إن يوصف برجل التاريخ والثقافة.
ويجمع الجميع على شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز الثقافية وحبه للثقافة والمثقفين، منذ أن كان الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أميراً على إمارة منطقة الرياض سابقاً التي حظيت بنصيب كبير من الثقافة والمثقفين، في المملكة حيث اهتم -أيده الله- بالمثقفين والأدباء والمؤرخين وتميز بعلاقته الوطيدة معهم.
كما أن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو رجل الإعلام بمعنى الكلمة وهو القائد الملهم الذي تفوق على القادة جميعاً فكان أبرزهم في التعامل مع الإعلام ووسائله وأربابه بنظرته وفكره وسياسته في طرحه وتناوله ولديه مهارات -يحفظه الله- مكنته بفن في الرد على السائلين واستفساراتهم.
كيف لا وهو القيادي والقائد المحنك والإداري المتمكن والقارئ لصفحات التاريخ ببداهة فهم واتزان نظر. فنظرته (حفظه الله) للعلم والتعليم والتنمية التي استقرأتها من خطابه الأخير تعد رؤية إستراتيجيه وتوجيهات بعيدة المدى لما سوف تكون عليه مملكتنا الحبيبة من عزة وازدهار ونمو، فبالعلم والتربية والاهتمام بالعلماء تنهض الأمم. والله ولي التوفيق.