حمد بن عبدالله القاضي
ظل هذا السؤال مطروحاً قبل معرض الكتاب وأثناء قيامه، وحتى بعد أن طوى المعرض خيام حروفه، وغادرت مطايا كتبه، وانفضّ سامره.
هل كثرة الزوار مؤشر على زيادة القراء والولع بالقراءة وبالتالي ارتفاع مستوى الوعي الثقافي، وتثمين قيمة الكتاب.
في آخر يوم من أيام المعرض طرح برنامج «يا هلا» بقناة خليجية المتفاعل مع قضايا الناس.. طرح هذه القضية على شكل سؤال مثير وجميل: هل حضور معرض الكتاب وجاهة وثقافة؟.
وقد وجدت السؤال وجيهاً والموضوع حيّاً عندما عرض عليّ أحد مسؤولي فريق البرنامج أ/ مصعب المرضي المشاركة، وقد وافقت لأن هذا الموضوع ليس حديث النخب خاصة، بل هو حديث مختلف الأوساط، وقد تم عرض الحلقة التي أدارها الإعلامي أ/ خالد العقيلي، ولمست بعد عرضها تفاعلاً جيداً معها سواء بالاتفاق أو الاختلاف وبخاصة «بتويتر» عبر حساب البرنامج أو حسابي الشخصي.
لقد خرجت بنتيجة مفادها: اتفاق الجميع على أن الحضور للمعرض من مختلف الطيف السكاني مؤشر على أن الثقافة التي يعرضها معرض الكتاب، تستحق الحضور والتفاعل، وأن اقتناء الكتاب بحد ذاته مؤشر على الرغبة بالقراءة وتثقيف النفس فضلاً عن أنه لو لم يكن هناك قارئ ما أقيمت المعارض، ولو لم يوجد محب للكتاب ما نشرت دور النشر ولا طبعت المطابع.
ومؤشر أخير وسار لوطننا وهو: أنّ تنامي نجاح معرض الكتاب بالرياض بدءا من دورته الأولى وحتى دورته الأخيرة، دلالة على أن الثقافة حاضرة بهذا الوطن مثلما هو حضوره السياسي والاقتصادي.
وتحية لكل من يخدم الكتاب ناشراً أو طابعاً أو مؤلفاً أو منظماً.
الكتاب أيقونة الثقافة.
حكومات لا تمثل الشعوب: لبنان مثلاً
مواقف الأحزاب والحكومات لا تمثل أطياف شعوبها
وأقرب مثالاً الآن لبنان
أغلب الشعب اللبناني لا علاقة لهم بحزب الله الذي يحكم مع الأسف لبنان لضعف حكومته
الأشقاء اللبنانيون المقيمون ببلادنا يشاركوننا ببناء بلادنا وطبعاً الشاذ لا حكم له
هؤلاء لا شأن لهم بالسياسة قد عرفناهم أصدقاء وزملاء محبين لبلادنا. وإن شذ أحد فلا يحكم على الجمع من خلال أفراد.
لقد التقيت بالفترة الماضية بعدد من الإخوة اللبنانيين بالرياض وكلهم مستاؤون بل متألمون من مواقف حزب الله المخزية تجاه بلادنا وضعف حكومتهم تجاه هذا الحزب الفارسي.
سيرحل حزب الله الذي اختطف لبنان وحكومته وسلامه وستعود لبنان إلى حضنه العربي ممتلكا قراره ومواقفه.
لأنه الأغلى..
الإنسان لا ينتمي لوطنه لأنه الأوفر مالاً، أو الأكثر تقدماً لكن الانتماء كما جسّده أحد شعراء الوطن أ/ سعد البواردي عندما قال:
« أحبك يا أرضي ولستِ بخيرها
ولكنك الأغلى فأنت حبيبتي
وأنت لي التاريخ والأهل والوطن»