حمد بن عبدالله القاضي
لا أعتقد أن مجتمعنا بحاجة إلى جمعيات خيرية مثل حاجته لقيام جمعيات تساعد المرضى المحتاجين على تأمين أدوية لهم أو مراجعة أطباء بالقطاع الخاص عندما تتأخر مواعيدهم بالحكومية، أو عندما يكونون بحاجة إلى عمليات أو علاج مرتفع الثمن، والمرض لا ينتظر.
لقد كنت من أوائل من دعا إلى إنشاء مثل هذه الجمعيات عندما رأيت احتياج بعض فئات المجتمع وبخاصة في بعض القرى والمحافظات النائية التي لا تتوفر فيها المستشفيات الحكومية أو لا توجد فيها الأقسام المطلوبة لبعض من الأمراض.
إنني أذكر عندما كتبت مقالي بهذه الصحيفة داعيا إلى قيام هذه الجمعيات أن كان أول المهتمين بها»سلمان الإنسان» عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، فقد وجه بأن نجتمع: مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض وأنا، وفعلا تم ذلك، ولعل بادرة قيام هذه الجمعيات ببعض مناطق المملكة من منطلق هذه الفكرة وهذا الاهتمام من خادم الحرمين بهذا المقترح.
وهنا أذكر بالتقدير أن أول المستجيبين صبيحة نشر المقال كان رجل الأعمال والأخلاق أ/ عبدالعزيز بن على الشويعر الذي هاتفني مؤيدا للفكرة ومبديا استعداده للتبرع بمليون ريال حسبما أذكر.
الآن الحمد الله أشرقت هذه الجمعيات التي بدأت تؤدي رسالتها الإنسانية الخيرية العظيمة نحو مريض لم يتيسر له العلاج بمستشفى، أو فقير لا يستطيع دفع قيمة الدواء المستدام.
ها هي جمعية «زمزم» المباركة بمكة المكرمة تقدم المعونات للمرضى المحتاجين الساكنين عند بيت الله الحرام، والقرى المحيطة بالبلد الحرام. وها هي جمعية»عناية» بالرياض تساعد بالمال في علاج أعزة أنهكهم المرض، كما تسعى لخدمة بعض المرضى من كبار السن وأمثالهم في الحصول على المواعيد والأسرة، وأحيي هنا الإنسان الذي يرأس هذه الجمعية ويقود فريقا قاده حب الخير أولا للعمل بهذه الجمعية وسرني حرص مجلس إدارة الجمعية على إيجاد وقف لهذه الجمعية لاستدامة خدماتها الإنسانية بإذن الله
وسمعت أن هناك جمعيات أخرى مماثلة بالمدينة المنورة وغيرها وكلها جداول خير تمتد قطراتها إلى مرضى محتاجين.
إنني عبر هذه السطور أدعو:-
أولا: إلى المزيد من التصدق والتبرع لمثل هذه الجمعيات فهي معنية بأخوة غير قادرين على دفع تكاليف العلاج أو العمليات أو التشخيص، ومن أحوج من هؤلاء: مرضى ومحتاجين فالأجر عندالله مضاعف الذي سيناله من يدعم هذه الجمعيات ماديا أو معنويا وما عند الله خير وأبقى.
ثانيا: أوجه دعوة ورجاء للأطباء ذوي القلوب الرحيمة أن يخصصوا ساعات قليلة في أحد أيام الأسبوع للمرضى المحتاجين الذين تحولهم هذه الجمعيات وتعرف حاجتهم من خلال بحث حالاتهم، وليس أعظم من هذا العمل لكم أيها الأطباء، وإني أعرف استشاريا ربما لا يريد ذكر اسمه، خصص ساعات في يومين من كل أسبوع لمعالجة المرضى المحتاجين مجانا بعد بحث حاجتهم بعيادته.
ثالثا: أدعو من هذا المنبر لمبادرة محبي الخير في كل مدينة ومحافظة في وطني الخير لإنشاء مثل هذه الجمعيات، وأثق أنهم سيجدون من أهل الخير من يساهمون معهم بعون وقيام هذه الجمعيات بالمادة والتطوع بالعمل بها.. والآن والحمد لله تيسر إنشاء الجمعيات بعد صدور نظامها الجديد، فقيام أي جمعية خيرية لا يتطلب سوى تقدم عشرة أشخاص لوزارة الشئون الاجتماعية أو أحد فروعها وخلال ستين يوما يصدر الترخيص إذا استوفى الشروط المطلوبة كما صرح وزير الشئون الاجتماعية د/ ماجد القصبي الذي انطلق بأعمال الوزارة الاجتماعية والإنسانية خطوات كبيرة وبنقلة نوعية ستحقق هدف القيادة من هذه الوزارة التي تُعني بأغلى وأحوج شرائح المجتمع.
كتب الله العافية للجميع
=2=
آخر الجداول
لحاتم الطائي يوصي ابنته بمكارم الأخلاق:
«أماوي إن المال غاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكرً».