حمد بن عبدالله القاضي
توجيه مفصلي من الديوان الملكي لكل وزارات ومؤسسات الحكومة سيكون له أثر كبير على مرونة العمل وسرعة الإنجاز والتيسير على الناس وإنهاء تأخير معاملات وخدمات المواطنين وكأن هذا التوجيه العالي يقول: لا عذر بعد اليوم لأي جهة بالتسويف أو التأخير أو «اكليشة»، «رفعنا للمقام السامي».
هذا التوجيه البالغ الأهمية لم يحظ من وسائل الإعلام بما يستحقه، ويتماهى مع أبعاده على منظومة العمل في الدوائر وفي مختلف المناطق، وقد تم نشر التوجيه بصحيفة عكاظ الأحد الماضي 12-5-1437.
دعوني أورد نصه الحازم والفعال ثم أتحدث عن أبعاد هذا التوجيه، وكيف يتم تفعيله ليحقق الرؤية المرتجاه منه لمرونة أكبر وانجاز أسرع:
«صدرت توجيهات عليا، تقضي بعدم رفع الوزراء إلى «الديوان الملكي» أي موضوعات متصلة بوزاراتهم، إلا ما يشكل ضرورة تستدعي الرفع مع وجوب توضيح المبررات والرأي النظامي حيالها.
وأكدت المصادر أن توجيها تبلغته الجهات والمصالح الحكومية أخيرا، باعتبار الوزير رئيسا مباشرا ومرجعا نهائيا لشؤون وزارته، ويمارس أعماله وفق أحكام نظام مجلس الوزراء والأنظمة واللوائح الأخرى».
الآن انتهى العذر الذي اعتدنا عليه من كثير من المسؤولين بالوزارات والهيئات من وزراء ووكلاء وغيرهم.
مسؤولية تأخير العمل والانجاز الآن تقع على عاتق الجهة نفسها وصانع القرار فيها والاستثناء بالرفع محدود جدا بما تقتضيه الضرورة كما جاء بالتوجيه السامي
ومن جانب آخر ومهم سيجعل هذا التوجيه مسؤولي الديوان الملكي لا ينشغلون بأمور تنفيذية يفترض أن الوزير أو رئيس الهيئة الذي نال ثقة الملك القيام بها وتنفيذها دون الرفع لولي الأمر وإشغاله عن إدارة الحكم وصنع القرار والنظر بالقضايا الوطنية الكبرى. فضلا عن أشغال ديوانه بأمور نمطية هي من شأن المسؤولين التنفيذيين
بقى أننا نتطلع أن تمطر سحابة هذا التوجيه مختلف فروع الوزارات والهيئات في كل مدينة ومحافظة بحيث يعطي الوزير أوالرئيس صلاحيات أكبر للمسؤولين فيها لخدمة الناس ولا يتم الارتهان لمراجعة الأجهزة المركزية التي ترهقهم من أمرهم شططا، فضلا عن إشغال مسؤولي الجهاز عن أداء مهامهم الأخرى بأمور عادية كان يفترض أن يتم اتخاذ الإجراء فيها في مقارّ المواطنين بكل مكان.
وبعد:
إنه فعلا قرار مفصلي جاء في سياق برنامج التمول الوطني» وحمل خطاب الإنجاز وسيكون له بإذن الله آثاره الإيجابية الكبرى والتيسير على الناس، واتخاذ القرار والدفع بمنظومة التنمية بوتيرة أسرع كثيرا.
النجاح إنجاز.
= 2=
ما أطغى الإنسان
- هزة لثوان للأرض - بتقدير العزيز الحكيم - تزلزل آلاف المباني العالية وتنزل الرعب بالقلوب الواجفة، والعجيب في كوارث الزلازل أن الإنسان الذي يرى في الأرض مناط أمنه يراها - في هذه اللحظات - مبعث خوفه فيسعى لكي يهرب منها فلا يستطيع.
إن كل من يتأمل ويفكر - ولو قليلاً - في هذا الكون يدرك إذا لم يكن على عينيه غشاوة، أو في قلبه عمى أن للكون خالقاً ومصرفاً يدبر الأمر بين الأرض والسماء وقادر أن يهلك من عليها ويأت بخلق آخرين.
إن الكون كتاب مفتوح ومن يفتح صفحاته ليقرأه ويتأمله، يمسك بحقائق إعجازية لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من بين يديه.
= 3=
آخر الجداول
للشاعر -عبدالله بن سليم الرشيد
«ناديت أهل الشام معتذرا
يارُبّ عذر منه يُعتذر
مأساتكم طافت بخيبتنا
شهبا تُروّعنا وتنصهر»