عثمان أبوبكر مالي
غيَّرت نتائج الجولة الثامنة عشرة من دوري عبد اللطيف جميل لكرة القدم حسابات الفنيين والمحللين وكثير من المتابعين (على الورق) بالترتيب الذي أصبحت عليه القائمة، بعد الانقلاب الذي حصل في نتائج فرق المقدمة المتنافسة على المراكز الأربعة الأولى والتي خرج منها ثلاثة فرق بهزائم مؤثرة جداً، خصوصاً فريقي الصدارة الهلال والأهلي بالإضافة إلى التعاون، وإذا كانت خسارة الهلال من الاتحاد معقولة على اعتبار التقارب بين الفريقين والتنافس الكبير بينهما وعدم إمكانية (الجزم) بأي نتيجة قبل اللقاء، وإذا كانت خسارة التعاون من الخليج ممكنة ومعقولة أيضاً، فإن المفاجأة وبالإجماع كانت الخسارة التي تعرض لها الأهلي المنافس على البطولة وبقوة من نجران أحد فرق المؤخرة؛ التي تنافس على الهروب من (مظلة الهبوط) وكانت الخسارة (مذلة) لأنها جاءت على أرض الأهلي وبين جماهيره، ولأنها أوقفت رقمه الكبير في عدم خسارته أي مباراة والمستمر منذ عامين متتاليين.
المباريات الأربع، وإن لم تغيّر الترتيب بين فرق المقاعد الأولى إلا أنها غيّرت الحسابات ونسبة (التوقعات) التي كانت قائمة (على الورق) عند المحللين والمتابعين، وأصبح من غير الممكن الجزم بأن البطولة (محصورة) بين الهلال والأهلي كما كان سائداً ويتردد، ورفعت النتائج التي حصلت أيضاً (نغمة) الكراسي الموسيقية بين الفرق، وفي المسابقة ككل في المتبقي من مباريات، خصوصاً أن اللقاءات القادمة ستشهد العديد من المواجهات المباشرة بين فرق الصدارة ومواجهات قوية لها في ديربياتها المعروفة، وأخرى منتظرة أمام فرق شرسة ومنافسة، وأخرى جريحة تبحث عن الانقضاض والتمسك بأي نقاط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ستتابع الجماهير المباريات القادمة بشغف أكبر، وهي تنتظر وتتوقع مع كل مباراة وبعد كل جولة تحولاً وتغيُّراً ومفاجآت و(انقلاباً) في المواقع والمراكز من خلال المواجهات القادمة والساخنة، وستستحضر الجماهير وهي تذهب إلى المباريات (ألحان) التحول بين المقاعد وتبادل المواقع وتردد (كسرات) التّغني بالمراكز.
كلام مشفر
* الهلال سيُواجه ديربي النصر، ويُلاعب الشباب، ويذهب إلى كلاسيكو الأهلي في جدة، والأهلي يستضيف الهلال ويُلاعب الشباب ويُواجه ديربي الاتحاد، والاتحاد أمامه الأهلي وسيسافر للتعاون في بريدة، مباريات لا يمكن التنبؤ بما يحدث فيها.
* أياً كانت النتائج بين فرق المنافسة لن تكون مستبعدة ولا مفاجئة، لكن المفاجأة قد تدوي في مباراة لم تكن منتظرة، فعلها نجران مع الأهلي، وننتظر الفيصلي والوحدة والقادسية والرائد، ولم لا؟!
* الإثارة والقوة ولعبة الكراسي الموسيقية ليست مقتصرة على مقاعد الصفوف الأولى، وإنما تمتد إلى مراكز المؤخرة، والفرق التي تبحث عن النجاة من مظلة الهبوط، وحتى فرق المراكز الدافئة مهددة بأن تفقد مراكزها ومبارياتها ستكون مشتعلة.
* التعاون كان حصان الدوري حتى توقفه في محطة الخليج ورغم مركزه المطمئن في المقدمة، إلا أن هدفه في اصطياد مقعد آسيوي أصبح مهدداً وبشكل قوي جداً، بعد العودة القوية والمتدرجة للشباب المتطلع للمقدمة باندفاع.
* باستثناء هجر الذي ربما حجز مقعده في الخروج من السباق، باقٍ فرق مؤخرة الترتيب التي تملك الفرص ولديها الآمال والطموحات في بلوغ أهدافها، وسيكون الفارق أمامها هو قوة واختلاف المنافسين من مباراة لأخرى.
* بالإضافة إلى اختلاف قوة المباريات ربما ستعاني الفرق الثلاثة المشاركة آسيوياً الهلال والأهلي والاتحاد من (زحمة) المباريات ورحلات السفر المؤثرة على عطاء ومجهود اللاعبين، وبالتالي المردود الفني لها في المباريات، وقد بدأ ذلك يظهر مبكراً على بعض اللاعبين فيها خلال المباريات الماضية.
* كان الاتحاد أقل الفرق ترشيحاً للمنافسة على بطولة الدوري، ويبقى من وجهة نظري أقلها حظوظاً، لسبب واحد هو ضعف دكة البدلاء، وإن كان مدرب الفريق بيتوركا يحاول تعويض ذلك، بتغيير مراكز اللاعبين والاستفادة من الأسماء الشابة.
* غيَّرت الروح مع التغييرات التي حدثت على دكة البدلاء و(الهدوء) الذي خيّم عليها من أداء ومستوى وطموح لاعبي فريق الاتحاد ونتائج المباريات المباريات الأخيرة، وأصبح واضحاً انصهار المجموعة وظهور روح (الفريق الواحد) وهو ما يجب الحفاظ عليه ودعمه، واستمرار ذلك كفيل بجعل الفريق أقوى مما كان وأكثر قدرة على المنافسة.
* زياد المولد قدّم نفسه من أول مباراة شارك فيها مع الفريق الاتحادي كموهبة كروية جيدة، ودلّ على منجم المواهب في النادي العريق، والطريف أن زياد جاء من فريق كرة الطائرة، كم من زياد في فرق كرة القدم السنية في النادي والتي تنتظر الإشارة والفرصة.