صيغة الشمري
عندما يكون لديك الكثير من الأصدقاء من جنسيات أخرى تشعر بالخجل أمام ما يصدر من أخبار تتعلق ببلادنا، وخصوصاً عندما ترسل إليك بالواتس اب، بعضهم يرسلها للتحقق من مصداقيتها، والبعض الله يعلم عن نواياهم قد تكون للتهكم أو الاستغراب وبالطبع بانتظار تعليق منك ليؤخذ كمصدر خبر، عندما يخرج أحدهم على منبر خطبة الجمعة ويدعو دعوات تهز الأبدان على أبناء جلدته لمجرد اختلافهم معه،
عندما تطارد فتاة بعمر الورود وتتعرض لإرهاب نفسي وجسدي لن تستطيع تجاوزه يوماً ما بل سيشكل لديها عقدة أو حتى انحراف فكري، أليس ذلك محرجاً عندما يرسل إليك وينتظر منك المرسل تعليقا، وللأسف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لدينا ساحة لتصفية الخلافات ولزيادة التحزب والانقسام بسبب دخول الكثير بمهاترات تزيد الطين بلة والبعض من المغردين بتويتر يضع (هاشتاق) وسم يكون هدفه زيادة حدة الخلاف بين الأطراف المختلفة بوجهات النظر والتي تتحول إلى أطراف متناحرة، وبعض هذه الحسابات ثبت أنها تدار من الخارج بهدف زعزعة الأمن وزيادة العداء بين أبناء الوطن، ليتنا نتجاهل الخوض والمشاركة بهذه الهاشتاقات كي نحفظ ما تبقى من ماء الوجه، وللعلم توجد مراكز متخصصة لرصد ما يحدث من خلافات لتغذيتها وتعزيزها من قبل أعداء الوطن فهذا الاندفاع نحو تجييش الشارع واستغلال العوام باسم الدين أو الحزب ضد صفاء حياتنا ليس له سبب سوى الرغبة في زعزعة أمن بلادنا في أوقات حرجة.
ليتنا نستوعب ذلك جيداً ويكون لدينا شعور عالي بالمسؤولية ولا نتعاطى مع كل ما يثار من الطرفين، يجب علينا الحرص على حماية سمعة الوطن سواء في الداخل أو الخارج وقد اقترحت سابقاً تشكيل إدارة مستقلة تقوم بالتحذير من المساس بسمعة الوطن، لأن السمعة تعد ثروة ذات أهمية قصوى يمنع العبث بها.
فخلق الشعور الحقيقي بالمواطنة مسألة ملحّة في هذه المرحلة الصعبة سياسيا واقتصاديا، في وقت نشهد فيه وضع مخططات مريبة حول أمننا الداخلي، فحماية الروابط الوطنية بيننا تحتاج إلى تعظيم المواطنة عند كل فرد، وليس مجرد شعارات تطلق هنا وهناك، إذا لم نفترض النوايا الطيبة لدى بعضنا، ونؤمن أننا كلنا نحب هذا الوطن، بحجم السماء، لكننا نختلف بطرق التعبير عن حبنا، وأين المشكلة؟ لماذا لا نختلف بما يثري هذا الحب وينوع العطاء؟
فنحن نرى الجهود الجبارة التي تقوم بها وزارة الخارجية ممثلة بوزيرنا عادل الجبير لتحسين صورة الإسلام وتحسين صورة السعودية على الأقل لنتوقف عن إحراج مواقفنا الدولية!