رقية الهويريني
ليس أشد ألماً من بلد كان آمناً مطمئناً ثم تكالبت عليه قوى الشر لتنقلب على الشرعية الدولية بالتآمر بين ميلشيات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين مما أدى لانتهاك حقوق الإنسان فيه.
وبحسب التقارير الدولية؛ فإن الحوثيين قد قتلوا في الفترة من مارس 2015م وحتى فبراير 2016م (1123 مدنياً) هذا عدا تعرض الأحياء السكنية للقصف العشوائي بالدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة بشكل يومي مما أدى إلى حدوث مجازر بشرية، حيث سقطت أكثر من ألفي قذيفة على المنازل، وتم تفجير 18 منزلاً بالديناميت في مناطق متعددة. وما يؤسف له عمد جماعة الحوثي والقوات الموالية له لزرع الألغام المضادة للأفراد في المناطق التي تنسحب منها أو التي تخشى أن يتقدم إليها الجيش الوطني. وما يوجع تلك التعديات والانتهاكات التي أدت للنزوح الجماعي هرباً من جرائم القتل والتعذيب التي طالت النساء والأطفال.
وجاء التدخل السعودي عبر (عاصفة الحزم) لحماية الشرعية في اليمن وردع الهجوم على بقية المناطق، والعمل على مكافحة خطر التنظيمات الإرهابية التي فتح لها الانقلاب الباب أمام الجماعات الدينية المتطرفة بمختلف توجهاتها لتتصدر المشهد مثل القاعدة وداعش. ثم تلتها مرحلة (إعادة الأمل) لاستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية، ولقطع الطريق على كل العابثين باليمن والموقدين للفتن فيه.
ولا شك أن الجهود المشتركة مع دول التحالف بقيادة المملكة ستجنب اليمن الكوارث التي أرادها الحوثيون، وسعت إليه ميليشياته ومن تحالف معها ودعمها، وستنقلها لمرحلة جديدة يطوي فيها الشعب اليمني أوراق الأحداث الأليمة التي عصفت به من الإكراه والإذعان وفرض الأمر بقوة السلاح، وستعمل على إنشاء دولة مدنية حديثة تظهر فيها دولة النظام والقانون وبناء المؤسسات وحرية التعبير وحقوق الإنسان.
إن مرحلة إعادة الأمل تحمل البعد الإنساني للمملكة، مما دعا الأمم المتحدة للإشادة بها، حيث تستهدف هذه المرحلة تكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني من خلال (مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية) الذي يحمل الدلائل التي تؤكد حرص المملكة واهتمامها الكبير بالفئات المنكوبة، وإيجاد كل السبل المتاحة لإنقاذ المكروبين من الشعب اليمني في هذا الوقت العصيب، برغم إعاقة الحوثيين للجهود التي تستهدف تلك المساعدات، ونحن على يقين من قدرة المملكة على إزالة كل المخاطر التي تواجه الجهود الإنسانية، وسيعود اليمن بحول الله سعيداً آمناً مطمئناً.