د. عبدالرحمن الشلاش
من يحب اليمن ويتمنى له الخير يسأل الله أن يخلصه في أسرع وقت من الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع المطرود علي عبد الله صالح. أثناء قراءتي لتقرير وافٍ وشامل أعدّه المركز الإعلامي للثورة اليمنية عن جرائم الحوثيين وقوات المخلوع، اقشعر بدني من الفظائع التي ترتكبها تلك المليشيات المتجردة من الإنسانية بحق أبناء اليمن الجريح.
المركز الإعلامي اليمني رصد بدقة ومن قلب الأحداث وبالأرقام، أكثر من ثلاثة آلاف انتهاك خلال المائة يوم الأخيرة، وأكثر من خمسة عشر ألفاً خلال المائتي يوم حتى 15 فبراير عام 2016. كل تلك الانتهاكات بحق المدنيين العزل من أبناء الشعب اليمني الأعزل في حوالي 18 محافظة، وأكثرها تضرراً محافظات تعز والحديدة وأمانة العاصمة وإب وبما يزيد على 70%.
جرائم وفظائع نتيجة القصف العشوائي للأحياء السكنية أدت إلى مقتل 342 مدنياً، وآخرون قضوا نحبهم نتيجة القنص والتعذيب الوحشي والذي فاق في قسوته ما أقدم عليه المغول، وبقلوب قاسية نزعت منها الرحمة، وبلغ عدد الجرحى 949 في تعز فقط.
عمدت المليشيات الانقلابية مع قوات الشاويش المخلوع، لعمليات الاختطاف بحق الناشطين والمدنيين الحقوقيين وأصحاب الرأي، إذ بلغ عدد المخطوفين 1025 شخصاً تم اختطافهم من منازلهم ومقار أعمالهم، وكانوا يهدفون إلى إسكات صوت الحق ومنع نشر الحقائق، خاصة وأن القائمة شملت إعلاميين وكتّاب رأي.
دور العبادة لم تسلم من انتهاكات أعداء الدين والإنسانية، حيث دمرت المليشيات وبحقد طائفي بغيض أربعة مساجد تدميراً كاملاً، فيما قصفت بمختلف الأسلحة 33 مسجداً، وداهمت واقتحمت 35 مسجداً، كما فرضت 118 خطيباً بقوة السلاح، عدا تدمير المنازل بالكامل وتسويتها بالأرض إمعاناً، في إذلال الشعب اليمني المظلوم والذي فرض عليه مجموعة من قطّاع الطرق والقتلة كي يتسلطوا عليه ويتحكموا بحياته، حتى غدا هؤلاء كالهم الثقيل على كل اليمنيين.
ورغم ما يقوم به الحوثي وحليفه المخلوع من جرائم وقتل وسفك للدماء وخطف وتدمير، إلا أنهم لم يقفوا عند هذه الحدود، بل تعدوا ذلك لفرض الحصار على المدن ومنها مدينة تعز التي حررت أخيراً، ومنع وصول المستلزمات الطبية والمواد الإغاثية وكذلك المياه، مما يهدد أكثر من نصف مليون يمني بالموت جوعاً وعطشاً.
حتى المستشفيات توقفت عن العمل بسبب بربرية ووحشية مليشيات الحوثي وقوات المخلوع، فقد منعت وصول الأدوية وأنابيب الأكسجين لإنقاذ الجرحى والمصابين، وتوصلت تقارير إلى أنّ المستشفيات ونتيجة لمنع الإمدادات عنها اضطرت لإغلاق أبوابها، وبالتالي فلا تتوافر أي مواد إسعافية مما أدى إلى كوارث إنسانية محزنة.
وامتداداً لأذى قوات الحوثي والمخلوع، فقد تواصلت اعتداءاتهم على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية وانتهاكهم للهدنة أكثر من مرة، ومحاولة التسلل في حالات متكررة وإطلاق الصواريخ والمقذوفات من داخل الأراضي اليمنية، وهو ما يبرر للمملكة أن تدافع عن نفسها.
قوات الحوثي والمخلوع تقوم بكل هذه الانتهاكات والخطف والسرقات وقصف الأحياء المدنية وقتل النساء والأطفال وقطع مياه الشرب والاعتداء على الجيران، ثم ومن خلال إعلامها المضلل والكاذب تدلس على الناس، ثم تتنصل من أفعالها القبيحة والمنافية للمواثيق والأعراف الدولية.