د. عبدالرحمن الشلاش
إذا ركلك أحد من الخلف فاعلم أنك في المقدمة. تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع كغيري بعض الأقزام والمرتزقة يجتهدون بخبث وغباء في محاولات يائسة للنيل من المملكة العربية السعودية عبر منابر عفنة منحتهم الفرصة كاملة لمهاجمة هذا البلد الطاهر، وبرغم هذا فإنهم في كل محاولة جديدة يرتدون خائبين منهزمين منكسرين لأنهم ببساطة يحاولون التطاول على السعودية ذات المكانة العالمية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، وذات المكانة السامية في العالم العربي والإسلامي.
كل ناعق ومتطاول من الأقزام والعملاء يجد من يلجمه ويوقفه عند حده ليس من داخل السعودية فقط ولكن من كل مسلم يهفو قلبه للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فلا يرضى أن يسمع كلمة سوء في حق أطهر بقعة على وجه الأرض وحكومتها وشعبها. لا يقدم مأزوم على مهاجمة هذا الوطن إلا ويتصدى له العشرات من الشرفاء من الخليج العربي والبلاد العربية الإسلامية غير منتظرين مقابل وإنما دفاعا عن البلاد التي تحتضن قبلتهم ومهوى أفئدتهم فهي بلد ثاني لكل مسلم من غير أهلها.
أعرف مدركاً أن هذه البلاد المباركة ليست بحاجة لمن يدافع عنها، ولا عن مواقفها التاريخية التي لا ينكرها إلا حاقد أو جاحد أو حاسد لكن سماع كلمة الحق في كل لحظة يشيع في النفوس الطمأنينة. أما إن سألت عن السعودية بمكانتها وقوتها وجبروتها وإنسانيتها فستعجز عن حصر مكارمها، وإن قارنت فلا مجال لمقارنة دولة قامت بكل واجباتها وزيادة في وقت قام غيرها مثل دولة الفرس بدعم الإرهاب، وتسليح المليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتدمير تلك البلدان وتحويلها إلى خراب ودمار في محاولة يائسة لتنفيذ أجندة مجنونة للسيطرة على المنطقة العربية وضرب سنتها بشيعتها في توجه قذر.
أكرم الله هذا الوطن العظيم بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيته، ووقفت الدولة السعودية بالدفاع عن كل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وهبت لإنقاذ اليمن الشقيق من براثن الانقلابيين الحوثيين. قد يكون الحديث طويلاً عن كل ما بذلت المملكة عبر تاريخها المشرف ويكفي أن خطط تنمية في دول شقيقة تتوقف على دعم السعودية لبناء الجامعات والمستشفيات والمرافق والجمعيات الخيرية والمساجد ودور العلم وإرسال المعلمين والدعاة هذا غيض من فيض من خيرات هذا البلد فماذا قدم من يستأجر النابحين ليل نهار سوى الخراب والدمار وزرع بذور الطائفية ودعم الأحزاب العميلة وشراء الذمم والضمائر الخربة؟
السعودية بدولتها الرشيدة وشعبها النبيل ومقدراتها تمثل قوة عظيمة في عالم اليوم، ولعل أقوى رسائلها بلغ العالم قاطبة مع تباشير عاصفة الحزم المباركة التي أصابت العدو في مقتل وجعلته يفقد توازنه تماماً فكان ترويج الأكاذيب وتضليل الناس هي الخطط المضادة والمرتبكة وكما يقولون الصراخ على قدر الألم، فكلما علا صراخ العملاء وطبالي الزفة من مرتزقة الإعلام أدركنا أن جبروت السعودية قد أفحمهم وقطع أنفاسهم وأفشل مخططات أسيادهم لذلك صدرت لهم الأوامر لمهاجمة المملكة ونشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام، وتوظيف الحسابات المشبوهة في مواقع التواصل لنشر الشائعات والأراجيف. هذه الأساليب باتت مكشوفة فقد تجاوزها الزمن ووعي الناس لتبقى هذه البلاد قوية شامخة ورسائل الحزم والعزم مستمرة ترعب كل متطاول لتضعه في حجمه الطبيعي.