عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... كان التصريح الذي أدلى به سمو رئيس نادي النصر بعد لقاء فريقه بالأهلي الاثنين الماضي صك تأكيد ودليل قاطع على أن إدارته منتهية عملياً ولم يعد لديها ما تقدمه، كما أن بعض العبارات تدل على عدم الثقة وأن النفسية مهزوزة وخارج السيطرة، ولو كان هناك تمعن ووعي لكل كلمة تنطق من المسئول الأول لما أكد على بقائه رغماً عن الجميع، والمشكلة أن بعض الرؤساء يعتقد بل يجزم أن النادي والموجودين فيه ومن حوله ملكه ولا أحد يستطيع أن يعمل أو يقرر إلا بالرجوع إليه وهذا أحد مصائب ومشاكل النادي الأزلية والمتأصلة التي تعتبر ثقافة لمن يتبوأ كرسي القيادة وهذا أحد عوامل ابتعاد الفريق عن منصات التتويج، وأعتقد أنه سيطول من جديد بعدما عاد لموسمين خدمته الظروف وتراجع الفرق الكبيرة لحصول النصر على بطولتين مستحقتين.
واليوم يعيش البيت الأصفر أزمة غير مسبوقة من جميع النواحي وقد انكشف الواقع واتضحت الحقيقة بعدما ابتعد الجميع ليتأكد للجميع من جديد أن الدفع والسيولة والصفقات كان يقف خلفها أشخاص محبون انكشفت كل الأمور بعد ابتعادهم واتضح للجميع من كان يدفع بصمت وغيره يتبجح ويدعي وهو لم يقدم ولو ربع ما قدمه الأشخاص الصامتون والمحبون وتزداد المعاناة بعدما رفض جميع المدربين قبول تدريب الفريق رغم أنهم عاطلون وبدون عمل ولكن السمعة التي خلقتها هذه الإدارة وكثرة المشاكل والشكاوي وحقوق العاملين جعلت الكل يهرب بل يجد من يوجه له النصيحة بعدم الالتزام بعقد مع الإدارة المفلسة التي أدخلت النادي في نفق مظلم لن يخرج منه حتى مع التصاريح التي لم يعد لها أي تأثير لدى المتلقي، فالأمور أصبحت أكثر وضوحاً للعيان وتذكروا فقط مقولة (أن من يقول: إن النصر ناقص مال فهو ناقص عقل).
بالفعل (ناقص عقل) فالمليارات والسيولة (فايضة) والكل تحصل على حقوقه ولا مشاكل- ولله الحمد- فعلى الجمهور دعم الفريق والوقوف معه وألا يشغلوا أنفسهم في أي أمور، فالإدارة ستعالجها جميعاً، تفرجوا بس.
لاعبو الهلال والثقافة الجديدة
قد لا يصدق من يعرف الهلال ولاعبيه وثقافة تعاملهم مع كافة المنافسين أعرف لاعبي الهلال من أيام محسن بخيت وشمروخ رحمه الله وابن عمر وبداح وجميع من أتى بعدهم طوال الثلاثين عاما الماضية وقد عرف عن الهلال ولاعبيه دماثة الأخلاق وحسن التعامل وتقبل أخطاء الطرف الآخر ولكم في الشلهوب أكبر الأمثلة، وكان من قبله المصيبيح والتخيفي وسلطان المهنا ومشاري العويران والقائمة تطول الآن أن الوضع قد تغير بل أصبح يخالف ما كان عليه ولن أذهب بعيدا عما يقترفه بعض لاعبي الهلال اليوم الذي انحصر في بعض اللاعبين وخروجهم عن النص والأعراف بل عن القانون بكامله مما حدا بالجهات الانضباطية بفرض عقوبات عليهم داخلياً وخارجياً، ورغم أن حدة التنافس تحتم أحياناً بعض التجاوزات داخل الملعب وقد تصل إلى أعلى من ذلك، وقد يكون مقبولا أحياناً وتنتهي جميع ما حدث بنهاية المباراة ولكن الغريب أن الأمور أصبحت تمتد حتى بعد نهاية المباراة ومن لاعبين دوليين وليسوا حديثي التجربة، وقد يكون ما حدث في اللقاء الأخير مع فريق التعاون أكبر دليل على أن بعض لاعبي الهلال قد حضروا بثقافة تختلف عما كان يتميز به لاعبو الهلال السابقون وبعض من هو لا زال موجودا.
جحفلي تلفظ على جهاد الحسين (كما ذكر جهاد) ولولا تدخل الشلهوب المثالي لتطور الأمر وما حدث من نواف العابد أثناء المباراة أو بعد نهايتها والكل شاهد تفلته ومحاولة زملائه ردعه وإيقافه عما كان سيقوم به وأخيراً ما قام به اللاعب ناصر الشمراني وسحبه لجوال أحد المشجعين فكل ما تم سرده يدل بل يؤكد أن السيطرة على لاعبي الهلال أصبحت خارج إمكانيات الأجهزة الإدارية والفنية، ومهما كان السبب فلا يوجد مبرر لما يحدث وتغيير ثقافة الحب والتنافس الشريف والذي عرف بها الهلال ولاعبوه كأحد أهم الفرق السعودية.
نقاط للتأمل
- الليلة يتجدد العهد بحضور ولي العهد كعادة سنوية يلتقي فيها شباب هذا الوطن مع قيادته من خلال اللقاء النهائي على كأس سموه والذي لا يوجد فيه خاسر، فالكل قد كسب التواجد والسلام على راعي المباراة في ليلة جميلة من ليالي الوطن الجميل.
- متى تحس أنك قد وصلت قمة العجز في إدارة منظومتك الإدارية وقيادتك للعمل المتزعمة؟ فقط عندما تصبح في وضع هجوم على الآخرين وتحد لا تعرف معناه ورمي ألفاظ أنت في غنى عنها ولكن العجز يؤدي بك إلى ذلك.
- استمرار العنترية والتجاوز على الآخرين أصبحت سمة اللاعب السعودي وما أكثرهم اليوم بعدما كانت منحصرة على لاعب أو لاعبين وهذا دليل دامغ أن اللاعب أصبح أقوى من إدارته وكله راجع للأسلوب الإداري الضعيف وعدم تطبيق الأنظمة في حق المتجاوزين.
- إذا ما صحت الأخبار أن اللاعب (السوسه) قد خرج ببراءة من تناول المنشطات فإن فريقه مرشح للتراجع من جديد والعودة للمشاكل لأن ابتعاد اللاعب جعل المدرب والإدارة تعمل بهدوء وبدون ضجيج ومشاكل وتأجيج عاطفة الجماهير مع أسطورة وهمي لا يقدم ولا يؤخر إلا إضافة مشاكل.
- ما يعمله فريق الأهلي تماماً ينطبق على فريق التعاون فكلاهما يفوزون على الفرق الكبيرة ويتجاوزون معظمها ويتراجعون مع فرق المؤخرة ومتوسطة الدوري وهذا أمر محير ولا يمكن تحليله بأمر فني أو تكتيكي وأعتقد أن الأمر نفسي وقد يكون للتحدي مع الذات علاقة مع ذلك الأمر محير.
- لم يبق من الوقت إلا القليل والاتحاد الآسيوي في سبات عميق حول مشكلة الأندية السعودية والإيرانية خاصة بعدما هددت الأندية الإيرانية بالانسحاب إذا لم تلعب على أرضها وبين جماهيرها وفي المقابل ترفض جميع الأندية السعودية الذهاب واللعب في إيران السؤال: أين قرار الاتحاد الآسيوي؟ أين الحل أيها الاتحاد المعجزة.
خاتمه:
- لا تسوي نفسك ثقيلا على شخص يبيك، لأنه لو تعود على غيرك، صعبه يرجع يتعود عليك، عمر الثقل ما فتح للرضا باب، وعمر الصد ما كان للمحبين أسلوب.
- وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.