عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة هذا العنوان الأبرز والأهم الذي طالب به لاعبو النصر من رئيس ناديهم الذي ألمح بالاستقالة والابتعاد نهائياً، بعدما فقدت إدارته جميع أسلحتها، وقد يكون العزوف الجماهيري آخرها، وهو ما كان واضحاً في لقاء القادسية في الرياض الأسبوع الماضي، ويرى اللاعبون وهم الأكثر تضرراً من غيرهم أن الرحيل سيزيد الأمور تعقيداً، وهم من سيدفع الثمن غالياً إذا ما عرفنا أن مرتباتهم ومستحقاتهم ومكافآتهم متوقفة، بل أشبه بالمنقطعة، فلم يستلموا مرتباتهم منذ تسعة أشهر، ناهيك عن شهرين منذ الموسم قبل الماضي عندما كانوا يوقعون على الاستلام حتى يتسنى تسجيل النادي للاعبين جدد، بل حتى مكافأة البطولة لم يحصلوا عليها وهو ما أوصل الحالة النفسية للاعبين والعاملين إلى الوضع المزري والسيئ، وجعل الجميع يحضر ويلعب بدون نفس، والمشكلة أن المبالغ الباهظة والديون الكبيرة سببها التعاقدات المبالغ في قيمتها مع أنصاف لاعبين لم يقدموا ولو عشرة في المائة مما حصلوا عليه، ولكن تبقى حقوقاً لهم موثقة ونظامية بغض النظر عما اقترفته الإدارة من أخطاء، نتج عنها هذه الأزمة التي لن تستطيع الخروج منها مهما عملت، واليوم يتذكر الجميع المقولة الشهيرة للرئيس عندما قال: (من يقول النصر ناقص مال فهو ناقص عقل)، وما يحز في النفس هو تلك المباهاة والتعالي وعدم الاعتراف بوجود المشكلة التي لا يمكن حلها إلا بالاعتراف بها منذ بدايتها وإذا ما تمت الاستقالة والابتعاد، وهذا متوقع في أي لحظة، فإن النادي سيكون معلقاً ولن يقبل أي شخص بقيادته بعدما غرق بالديون وأصبح لقمة سائغة لأي جهة لمحاسبته، بل إيقاف نشاطه داخلياً وإقليمياً، فهو مطالب من الداخل والخارج على حد سواء، وعلى الكل أن يتذكر كل نصيحة وتحذير وتنبيه كتب ودوّن من خلال هذه الزاوية وما تم توقعه وحدث ولكن كما قيل سابقاً (ما ينفع الندم.. بعدما طاح الفأس في الرأس).
مرداسي الهلال هو مرداسي النصر
صب العالم صغيرهم وكبيرهم جام غضبهم على الحكم فهد المرداسي بعد لقاء الهلال والفتح دورياً الأسبوع الماضي، ورأوا أنه كان سببا لما آلت إليه نتيجة المباراة عندما تغاضى عن اتخاذ عدة قرارات، أبرزها ضربة جزاء للهلال في بداية المباراة، واحتساب هدف الفتح الثاني من حالة تسلل واضحة، وطرد غير مبرر للاعب الفتح المبارك، جميع هذه الأخطاء جعلت رئيس الهلال يخرج عن طوره ويتهجم على الحكم، بل أكثر من ذلك عندما اعتبر تميزه القاري إساءة له، وهذا رأي رئيس الهلال وحده، وبعد ذلك انساق عدد كبير من النقاد والإعلام خلف هذا التصور وحمل الحكم على غير العادة ما لا يتحمله أي شخص آخر، ولكن السؤال الأهم والأكثر أهمية، أين هذا النقد والقسوة والتقليل من الحكم بعدما قاد لقاء السوبر قبل الأخير بين النصر والشباب عندما غض الطرف عن تجاوزات عدة؟ أين أنتم عندما جعل اللاعبين يعاقون في خط الستة ويأمر بمواصلة اللعب؟.. أين أنتم عندما تجاهل عدة ضربات جزاء لصالح النصر على شقيقه الشباب باعتراف جميع المحللين والحكام؟ أين أنتم عندما فشل في إدارة عدة لقاءات دورية، مما جعل بعض الأندية تعترض على إدارته لمبارياتها؟
سبحان الله وسبحان من غيّر الأحوال.. وسبحان من جعل صديق الأمس عدو اليوم، فقط تذكروا أن مرداسي اليوم هو مرداسي الأمس، وصدق الحق (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
نقاط للتأمل
- فقد النصر جميع أسلحته وقد يكون سلاحه الفتاك والأهم المتمثل في جماهيره التي لم تعد تثق في إدارة النادي ومنسوبيها وأصبحت الحقيقة وهم، والخوف مما تحمله الأيام المقبلة من أحداث متوقعة عطفاً على الوضع المزري والمتأزم داخل أروقة النادي.
- يتزعم بعض اللاعبين كبار السن وغير المرغوب فيهم الحملة ضد الإدارة لضمان تسديد حقوقهم، حيث انعدمت الثقة بين الأطراف داخل منظومة العمل، وهذا أهم سلاح إذا ما فقد، فقد يصبح الأمر صعباً وصعباً جداً، فدائماً إذا فقدت الثقة، فقدت كل شيء، وهذا تماماً ما هو حاصل داخل الفريق الأصفر.
- لم يكن ليحدث للنصر وتتأزم الأمور ويغرق لو كان هناك من يزن الأمور ويقود العمل بفكر ودراية فليس من المعقول التوقيع مع اللاعبين بعشرات الملايين حتى أصبح دخل كل لاعب بين الستة والتسعة ملايين ريال سنوياً.
- لا حس ولا خبر للجنة الانضباط حيال بعض التصاريح الخارجة عن النص من عدة مسئولين، وقد يكون تصريح رئيس الهلال الأقوى والأعنف، ومع ذلك لا حس ولا خبر ولو كان التصريح لرئيس ناد آخر من الدرجة الأولى أو الثانية لسمعت وقرأت القرارات في أقل من 24 ساعة.. نعم إنه زمن القوة في كل شيء.
- مبروك فوز نادي الاتحاد آسيوياً وتأهله لمرحلة المجموعات، وعلى مدربه بوتوركا معالجة مشكلتين واضحتين وضوح الشمس في فريقه، هما ضعف التغطية الدفاعية، وإهدار مهاجميه للفرص السهلة أمام مرمى المنافسين، وإلا فلن يذهب الفريق بعيداً في أي منافسة.
- قد يشكر كثير من الاتحاديين ومحبي العميد لجنة المنشطات التي استطاعت إبعاد من لم يستطع أي شخص إبعاده باستثناء عادل جمجموم الذي كان محقاً، واليوم يسير الفريق في الاتجاه الصحيح وأثبتت الأيام أن اللاعب كان أشبه بـ»السوسة» التي تنخر في الجسد، وإذا ما ثبت تعاطيه للمنشط فإنه سيحرم من العمل في أي منظومة رياضية وليس التوقيف عن اللعب فقط.
خاتمة
أعطوا الصباح نصيباً من تفاؤلكم سيهديكم مساءً مليئاً بالسعادة والرضا، وأعطوه من حبكم ودفء مشاعركم، سيهديكم أنساً وطمأنينة، وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي كل يوم جمعة عندما ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.