إصدارات «الجزيرة».. و«المجلة الثقافية» شهادات ودراسات.. وإصدارات كراسي الجزيرة العلمية في أكثر من عشر جامعات ">
الجزيرة - محمد المرزوقي:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، مساء أمس معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته لهذا العام 2016م وذلك بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيث يستضيف المعرض (اليونان) ضيف الشرف لهذه الدورة، بمشاركة 500 دار نشر، إذ خصصت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية جناحا مميزا لضيف شرف هذه الدورة، من حيث الموقع من جانب، والإعداد له من جانب آخر، بما يليق بدولة اليونان الصديقة لعرض تاريخها وأدبها وإصداراتها لزوار المعرض، إضافة إلى ما سيتم إعداده لضيف الشرف من مشاركة تعكس حضورها العالمي عبر عدة فعاليات ستشهده البرامج المصاحبة للمعرض.
وقد بدأ اليوم معرض الرياض في استقبال زواره وسط استعدادات وتجهيزات متكاملة لهذا المحفل الوطني، لما سيشهده من إقبال جماهيري كبير، وإعداد لما سيصحبه خلال أيام المعرض من برامج ثقافية وورش ومعارض، تحمل معها رسالة المعرض لهذا الدورة (وقفة وفاء لأبطال عاصفة الحزم) إلى جانب معرضين مصاحبين للصور والفن التشكيلي عن عاصفة الحزم، إضافة إلى مواد (مرئية) عن شهداء الواجب، سيتم عرضها عبر عدد من الشاشات التي تم توزيعها في أروقة المعرض وممراته.. فيما خصص - أيضا - معرض ثالث سيكون عن صور الرياض القديمة، الذي يقام تحت عنوان (ذاكرة الرياض) فيما تم تحديد هوية المعرض – لهذه الدورة - من خلال تصميمه الداخلي التي ستكون عبارة عن نموذج يحاكي وسط الرياض التاريخي وبواباته المشهورة (الدراويز) حيث أُطلق على ممرات المعرض وصالاته أسماء معالم من وسط الرياض التاريخي.
وقد حرصت وزارة الثقافة والإعلام خلال هذه الدورة على مواصلة التوسع في تقديم الخدمات التي تلتقي جميعها في (الكتاب) ناشرا.. ومؤلفا.. وزائرا.. وذلك من خلال الخدمات المختلفة التي تم تجهيز المعرض بها، التي تهدف إلى تقديم أيسر الخدمات، وأكثرها إتاحة، وأسرعها وسيلة، مما جعل الخدمات (الإلكترونية) أهم وأبرز الوسائل التي تم توظيفها لهذه الشرائح كافة، فقد أتاحت إدارة المعرض لدور النشر الراغبة - دون إلزام - الحصول على أجهزة لوحية لتزويد الإدارة بالإحصاءات اليومية للمبيعات، وذلك في إطار التمهيد لاعتماد النظام الإلكتروني الآلي لدورة المعرض المقبلة، إيمانا بما تمتلكه التقنية من يسر.. وسهولة.. وسرعة.. وشيوع.. ولما تقدمه الخدمة الإلكترونية من خيارات متعددة من شأنها الارتقاء بتقديم الخدمات التي يحتاجها زوار المعرض، التي يأتي من ضمنها إمكانية البحث عن الكتاب من خلال اسم دار النشر أو الكتاب أو المؤلف وتظهر النتائج بالتفاصيل من اسم الدار ومكانها د اخل صالة المعرض، إضافة إلى معرفة بيانات المؤلف وسنة النشر ولغة الكتاب، ومعرفة السعر.
كما تقدم صحيفة (الجزيرة) لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب، بمقر جناحها في المعرض ثلاث سلسلات من الإصدارات، الأولى منها تتمثل في إصدارات الجزيرة، أما السلسلة الثانية فيمثلها (إصدارات الجزيرة الثقافية: من أعلام الثقافة السعودية.. تجارب وشهادات) حيث صدرت هذه السلسة في (عشرة مجلدات) كبيرة ضم كل منها ضم كل جزء منها عددا من أعلام ثقافتنا السعودية، بشهادات.. ودراسات بلغت العشرات في كل جزء من أجزء هذه السلسلة.. التي جاء من ضمنها الاحتفاء بالرموز الثقافية التالية: عبدالله بن إدريس، أحمد البدلي، سعد البواردي، محمد الخطراوي، أحمد الدويحي، أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، راشد المبارك، عبدالله الغذامي، محمد الربيع، عبدالله الشباط، عبدالعزيز الخويطر، محمد بن ناصر العبودي، عبدالفتاح أبو مدين، محمد العلي، محمد الهدلق، عبدالعزيز المانع، محمد الثبيتي.. شاعر البيد؛ عبدالله الماجد.. الوراق الغائب؛ سعد بن عبدالله الجنيدل.. الإنسان والمكان؛ عبدالله مناع.. طبيب الكلمة؛ إبراهيم الدمغ.. شاعر الأسرار والأسوار؛ محمد المسيطير.. اخترت يوم «العيد» يوم وداع؛ سارة بو حيمد.. الرائدة المنسية؛ محمد بن سعد بن حسين.. ذاكرة الأدب السعودي؛ أحمد الصالح.. المسافر بين الشعر والمشاعر؛ إبراهيم العواجي.. الفجر والخيمة والغربة؛ فاطمة الوهيبي.. الظل المضيء؛ أحمد الضبيب.. عاشق «العرب» والعربية؛ عابد خزندار.. المتأخر المتصدر؛ عبدالله العثيمين.. الشاعر.. المؤرخ.. الأمين؛ محمد عبده يماني.. الضمير الإعلامي؛ عبدالعزيز بن عبدالكريم التويجري.. الضوء.. والفيء؛ عبدالعزيز مشري.. القمح والحرث.. وغيرهم من أعلام الثقافة السعودية الذين حفلت بهم مجلدات السلسلة بين الشهادات.. والدراسات.
أما السلسلة الثالثة من الإصدارات، فقد جاءت عن (كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة) في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ممثلة في وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، الذي صدر عنه العديد من الموضوعات العلمية في مؤلفات، تميزت بعمق الطرح، وجودة الموضوع، ونوعية الدراسة، وعمق التناول، وشمولية العرض، وعلمية البحث، وجودة المنهج العلمي الرصين.. حيث جاء ضمن سلسلة إصدارات الكرسي العناوين التالية: كشاف الأخطاء اللغوية (الصحافة السعودية أنموذجا) تحولات العصر الرقمي وآثارها على اللغة العربية؛ الحاسوب والبحث اللغوي (المدونات اللغوية أنموذجا) و دراسات حديثة في اللسانيات والأدب: اثنا عشر بحثا مترجما من الإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ وإصدار عن التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية: الملتقى العلمي الثاني لكرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة؛ التعابير الاصطلاحية في ضوء النظريات اللسانية الحديثة: دراسة تطبيقية على صحيفة الجزيرة.. وغيرها من الإصدارات التي سيجدها زوار معرض الرياض بجميع نسخ (السلاسل الثلاث) في جناح الصحيفة، الذي يقدم - أيضا - عدة خدمات صحفية لزوار الجناح.
يقول سعادة الأستاذ الزميل خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة في سياق حديثه عن سلسلة الإصدارات الثقافية: حين بدأ الزملاء بالتخطيط لفكرة إصدارات خاصة من (المجلة الثقافية) عن بعض الرموز الثقافية في بلادنا، وفي غير بلادنا، لم يدر بخلدهم، أو بخلدنا، أن هذا العمل (التوثيقي) سوف يتطور؛ ليتحول إلى مجموعة من الكتب التي ترصد الجوانب المضيئة في مسيرة كل من كان ضيفا على صفحات (المجلة الثقافية) غير أن المستوى والعناية الفائقة التي أعدت بها هذه الأعداد الخاصة في المجلة شجعنا وحفزنا على تطوير العمل بإصداره في (سلسلة) من الكتب لتمكين القراء من الاطلاع على أفكار ورؤى واهتمامات من تم انتقاؤهم من بين الأدباء.. والمفكرين.. والمثقفين.. والمؤرخين.. والشعراء.. والنقاد.. وغيرهم؛ لإصدار مثل هذه الكتب عنهم.
أما عن الحرص على اختيار الأعلام الثقافة فقال المالك: لقد حرص الزملاء في القسم الثقافي - ونحن معهم - على أن يكون اختيار الأشخاص بحسب القيمة الثقافية وحجم الإبداع في كتاباتهم، ولم تكن العاطفة أو المجاملة حاضرة في أي مرحلة من مراحل إعداد هذه الكتب أو غيرها من الكتب؛ الأمر الذي يجعل من هذا الجهد مرجعا توثيقيا للباحثين والدارسين، وعملا مقدرا من المختصين.. لهذا فإن صدور هذه الكتب إنما هو تأكيد على سلامة قرارنا ومنهجنا، وهو من جانب آخر يظهر أن هذه الأعمال الكبيرة ما كان لها أن ترى النور لو لم يسبقها التخطيط والدراسة والحرص على جودة العمل.
وعن المستوى (التواصلي) النوعي - أيضا - الذي تستهدفه صحيفة الجزيرة، عبر هذه السلسلة، قال المالك: أعتدنا في الصحيفة - وتحديدا في القسم الثقافي- أن يكون مستوى تواصلنا مع الرموز الثقافية الوطنية استكتابا لأقلامهم، واستنطاقا ثقافيا لألسنتهم، وتفاعلا لا ينتهي مع كل جديد استجد لديهم، وذلك ضمن افتناعاتنا بأنهم واجهتنا الحقيقية للتعرف على دروبنا نحو كل عمل فكري خلاق، حيث التناغم الجميل من أجل السمو بالكلمة وخدمة الثقافة بأطيافها المختلفة، وكان إصرارنا على أن يكون مستوى تواصلنا على هذا النحو من الاحتفاء والتقدير مع كل مبدع وفاعل ومؤثر في الساحة الثقافية، إنما هو تجاوب وتفاعل منا أمام ما نجده من هؤلاء من مبادرات نقدرها حق التقدير، باختيارهم صحيفة الجزيرة لنشر أعمالهم الثقافية والفكرية والإبداعية، لثقتهم بأن الجزيرة هي المكان المناسب لنشره وإطلّلاع متذوقيه عليه، وأخلص في حديثي عن هذه السلسلة إلى أن صحيفة الجزيرة إذ تقدم لقرائها هذه الكتب، فإنها تثمن للزملاء في القسم الثقافي، برئاسة مدير التحرير الزميل الدكتور إبراهيم التركي، هذا الجهد المتميز، بأمل أن يتواصل هذا العطاء الثقافي النوعي، لتكون الجزيرة بمثل هذا العمل قد ساهمت في خدمة الثقافة بألوانها المختلفة، وحققت رغبة قرائها في مثل هذا الإنجاز الذي نثق بأنه سيكون محل الثناء والتقدير.
وفي حديث الزميل المالك عن إصدارات (كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة) قال: فيما يخص الكراسي البحثية التي ولدت متأخرة في جامعاتنا، فإن المتابع يشعر بفيض من مشاعر الرضا، وهو يرى المستوى المتطور من الحراك العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وقد أخذ مكانه بين حقول المعرفة التي تعنى بها الجامعات السعودية مؤصلا يالأبحاث والدراسات، ومستجيبا مع ما يفكر فيه الإنسان، بحيث لم يعد الرضا محصورا في جاذبية الفكرة وعمق العمل، وإنما في مساحة الانتشار وسعة وتفاعل الناس معه، كما لو أنه جزء من التقاليد العلمية البحثية المبكرة في كل الجامعات، وفي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وفي كرسي الجزيرة فيها - تحديدا - أجد في مشواره المتميز ورحلته مع الإبداع ، وبخاصة في تحقيق ما رسم له من أهداف علامات مضيئة في خدمة القضايا والموضوعات الأكثر أهمية، وبجهد غير مسبوق، حيث التركيز على اللغة العربية وآدابها والغوص في أعماق فنونها وأسرارها وبهائها وجمالها، كما لو أن كرسي الجزيرة بورش عمله وندواته ومحاضراته ومؤلفاته وأبحاثه هو المعني دون غيره بمثل هذها النشاط، دون تقليل من جهد كراسي الجزيرة في الجامعات الأخرى.
أما على مستوى الجودة العلمية، والطرح النوعي لإصدارات الكرسي قال المالك: في كل الأحوال فإن كتبا تحمل دراسات على هذا النحو، وبهذا التوثيق، وتصدر من جامعة رائدة، ويتولى كتابة موضوعاتها كفاءات وقدرات علمية متمكنة، هي بالتأكيد كتب موسوعية.. ومراجع هامة لكل الدارسين والباحثين، وسوف تكون هذه الكتب ضمن ما تحتفي به المكتبات ومراكز البحوث، وبذات الاهتمام عند كل من لديه ذائقة فنية في الاستمتاع بهذا النوع من الموضوعات التي تعنى بالدراسات اللغوية الحديثة.. وسيلاحظ من يقرأ هذه الكتب.. فجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وهي بيئة علمية معنية بكل ما له علاقة بروح الإبداع والابتكار، لا تجد نفسها إلا ضمن دوائر الحراك الثقافي والعلمي، بأبحاثها ودراساتها وتفوق أكاديمياتها، ولعل هذه الكتب وكتب أخرى ستصدر عن كرسي صحيفة الجزيرة للدراسات الحديثة، نعطي مؤشرا وانطباعا عن التوجه الذي تقوده الجامعة لإثراء لغتنا الجميلة بالدراسات والأبحاث التي تعاني موضوعاتها من نقص حاد في نقص المعلومات عنها.