فهد الحوشاني
قرار زيارة الطبيب النفسي مايزال قرارا ليس من السهولة اتخاذه، فهو عند البعض خطوة محفوفة بالحذر وتتسم بالتردد، فالكتمان وعدم البوح لأحد هو السلوك السائد وخاصة لدى النساء، فما تزال فكرة المجتمع عن مرتادي العيادات النفسية ليست إيجابية، وان بدأت تتغير مؤخرا!
يقول المختصون (إن المرض النفسي يتدرج من الاضطراب البسيط الذي يمكن علاجه بالإرشاد النفسي والطمئنة إلى الفصام العقلي شديد الاضطراب الذي يتحكم به دوائيا , فأمراض القلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف والهستيريا واضطرابات النوم واضطرابات الأطفال وغيرها من الأمراض النفسية قابله للشفاء) الاكتئاب من الأمراض النفسية التي تنتشر بين الناس وتقدر الإحصائيات أن ما معدله 66% من مصابي الاكتئاب لا يطلبون أو يسعون للحصول على علاج له لأسباب مختلفة. أما نتائج ذلك، فغالبا ما تكون مدمرة، إذ أن ذلك قد يفضي إلى معاناة المصاب نفسيا وإصابته بالأمراض العضوية وفقدانه لوظيفته وفشل زواجه. أما الأسوأ من ذلك، فإن عدم علاج هذا الاضطراب النفسي قد يؤدي إلى وفاة المصاب، سواء انتحارا أو من شدة الأعراض العضوية والسلوكات النفسية الخطرة الناجمة عنه، والتي تتضمن الامتناع عن تناول الطعام.
منظمة الصحة العالمية تصنف الاكتئآب بأنه واحد من أكثر الأمراض تعطيلا للفرد عن ممارسة حياته وواجباته ونشاطاته اليومية. أما مع العلاج، فإن نحو 70% ممن يحصلون عليه يتحسنون خلال أسابيع قليلة على الأغلب.
في برنامج إذاعي حول هذا موضوع زيارة الطبيب النفسي استمعت الى مداخلة خلالها طرح الأستاذ سليمان الجناحي فكرة أرى أنها تحمل حلولا لمن يحجمون عن زيارة الطبيب النفسي، والفكرة كالتالي: (أن يكون من ضمن الفحص الطبي للطالب عند دخوله المدرسة (خانة) لزيارة الطبيب النفسي ويتكرر ذلك مع كل بداية مرحلة دراسية. وزاد أحدهم أن يكون مراجعة الطبيب النفسي من مسوغات الالتحاق بالوظيفة ! ولو طبقت الفكرة فإن هذا سينزع الحرج عمن يزور الطبيب وسيجعل زيارته أمرا عاديا ثانيا سيتم اكتشاف بعض الأمراض مبكرا وعندها يسهل علاجها، ثالثا سيتم توفير وظائف لخريجي التخصصات النفسية التي لها علاقة بالعلاج النفسي، وهنا سوف تكثر المنافسة بين الأطباء مما سيؤدي إلى أن تكون أسعار الكشف والعلاج في متناول المرضى، حيث إن بعض الأطباء النفسيين يبالغون كثيرا في الأسعار. وفي حال انتشار هذه الثقافة سيخف العبء على مستشفيات الأمراض النفسية لأن الأمراض سيتم علاجها مبكرا.
أجد فكرة الأستاذ سليمان فكرة إيجابية فمن خلالها سيتم تغيير المفاهيم الخاطئة عن الأمراض النفسية وستضيء النور الأخضر أمام المرضى لكي يذهبوا للطبيب دون شعور بأن ذلك سيسبب لهم أو لعائلاتهم الحرج، وفي عيادة الطبيب سيلتقي زائر للكشف من أجل الوظيفية او الدراسة أو زائر يطلب العلاج. وسوف يساعد ذلك على معرفة الامراض، قبل أن تستفحل لتصبح أمراضا يصعب علاجها.