فهد الحوشاني
يحقق المسرحيون بين فترة وأخرى جوائز في مهرجانات عربية، وهذا بالتأكيد إنجاز يضاف للمسرح السعودي.. حيث سبق خلال الأشهر الماضية أن حقق مسرح المدينة ومسرح جامعة جازان جوائز في مهرجانات عربية وكان آخر الجوائز ما حققته فرقة الطائف المسرحية.. وهنا أنا أدعو وزارة الثقافة والإعلام بأن يكون ضمن برامجها تكريم المسرحيات التي تحصل على جوائز في المهرجانات الخارجية باعتبارها الراعية للنشاط المسرحي. رعاية الشباب كانت تفعل ذلك وما تزال، وهذا يعطي مزيداً من التحفيز والدعم لمن يحصل على جائزة.. والتكريم يمكن أن يكون بعدّة أشكال سواء بمكافآت مادية لفريق العمل كما تفعل رعاية الشباب أو بتبنّي إعادة العروض المسرحية في عدد من المناطق أو بإعادة العرض المسرحي وتصويره تلفزيونياً لبثه على شريحة أكبر من المجتمع تهوى المسرح ولا يتهيأ لها مشاهدته على خشبته! ولقد سبق للوزارة أن فعلت ذلك مع عدد من الروائيين الذين فازوا بجوائز في مناسبات عربية، وهي سنّة حسنة أرجو أن لا تنقطع.
تحقيق الجوائز هو اعتراف عربي بتقدم المسرح السعودي، وما يحققه المسرحيون في الخارج يصب في النهاية ضمن أهداف وزارة الثقافة والإعلام، والتي في الحقيقة تساهم في دعم العروض المسرحية والمهرجانات، وإن كان ذلك غير كافٍ في نظر الكثير من المسرحيين، فالوزارة تحتاج لأن تنتج المسرح عبر إدارة متخصصة لديها وليس فقط استجابة لما يقدمه المنتجون ومؤسسات الإنتاج، تحتاج إلى إدارة مسرحية تضع رؤية شاملة لما تريده الوزارة من المسرح وكيف تنهض به وتدعمه، من خلال خطة وبرنامج زمني يقوم عليه مسرحيون متخصصون يعرفون ماذا يحقق للمسرح السعودي تقدمه وازدهاره، وكيف يخدم المجتمع من خلال رؤية شاملة، الوزارة بإمكانها أن تستفيد من المسرح في خططها لتطوير الثقافة كأحد روافد التنمية!
لن أعدد ما هي مطالب المسرحيين لأنها صارت معروفة ومكررة، لكني أجزم أن معالي الوزير والمسؤولين في الوزارة عن الشأن الثقافي، يستمعون للآراء ويقدرونها وهي محل اهتمامهم ، وأتمنى أن يكون المسرحيون عوناً للوزارة في تقديم المسرح الجميل وهناك منهم من يفعل ذلك، والدليل هو حصولهم على الجوائز، وأكرر طلبي بأن يكون لهم تكريم ولغيرهم من المبدعين في شتى أنواع الثقافة بحسب التصور المناسب، لأن ذلك سيكون حافزاً على مزيد من العطاء والتميز.