فهد الحوشاني
ملايين المواطنين يحزمون أمتعتهم ويسافرون على مدار العام!! الأسر السعودية تنتشر في أنحاء الأرض! يسافرون حتى لدول أجوائها حارة مثل دول الخليج! بعضهم يردد: إنهم يسافرون لدول الخليج والبحرين على وجه الخصوص،
من أجل السينما وهي مقولة غير صحيحة! أطلقها الهائمون عشقا بالسينما، لمجرد تأكيد ودعم ومطالبتهم بفتح دور سينما في المملكة! وإذا كان فتح دور سينما بحسب ضوابط معينة أمر يطالب به الكثيرون، فإن تبرير سفر الناس إلى دولة ما، أنه من أجل السينما هو في الحقيقة لي لعنق الحقيقة لا مبرر له! وكأن كل وقت المسافرين يقضونه في صالة السينما!!
من جانب آخر هناك من يحب أن يكون وصيا على الناس ومحددا لهم كيف يعيشون في حلهم وترحالهم.. وهو ينتقد السفر لأنه لا يريد أو لا يستطيع السفر لأسباب مختلفة.
السفر فطرة إنسانية يمارسها البشر منذ قديم الزمان.
.. شعوب العالم تسافر وتتبادل الزيارات دون تخطيط منها، فمثلا ملايين الإسبان يسافرون وملايين من البشر يزورون إسبانيا كل عام، وتفعل ذلك شعوب أخرى فيما بينها!! المطارات تعمل ليل نهار لخدمة مئات الملايين من البشر، أغلبهم سياح لا يمثل السعوديون إلا نسبة ضئيلة من مجموع السياح في العالم.
الأسر تسافر لأن السفر يجعلها تلتقي بأفرادها بعيدا عن الالتزامات الاجتماعية والوظيفية! إنه ترويح مشروع عن النفس،
والسفر في أحد معانيه انفكاك من أسر الروتين اليومي وهو انعتاق من العادي الذي يجعل الحياة راكدة فيعمل على تجديدها وينشط من العلاقات الاجتماعية، بل إن كثيراً من الأسر تلتقي وتتحدث مع بعضها أكثر عندما تسافر! الأب يكون أكثر ارتباطا بأفراد عائلته بعد أن كان مشغولا في النهار بوظيفته وليلاً باستراحته! لكنه في السفر يقضي جل وقته معهم، حتى وإن كانوا في فندقهم أو شقتهم.. يذهبون سويا للأسواق للمطاعم والمنتزهات والمتاحف وغيرها، السفر يجعل العائلة تلتقي بنفسها تتحدث مع أفرادها بعيدا عن دوامة المشاغل اليومية. وهو تغيير للروتين اليومي الذي تعودت عليه الأسرة واستثمار مشروع للإجازات.. لا يجب أن ينظر إليه كما تعود بعضهم أن يعيب كل أمر لا يمارسه هو! فيعيبه على أنه تبذير أو نحو ذلك من المصطلحات الجاهزة. إن السفر متعة وترفيه وراحة للنفس واطلاع على ثقافات الآخرين وابتعاد ولو مؤقتا عن المشاغل اليومية التي يحتاج منها الإنسان إلى إجازة يعود بعدها وهو أكثر نشاطا وحيوية، لدوامة العمل والالتزامات الاجتماعية وصخب الحياة ومتطلباتها من جديد.