سعود بن إبراهيم السيف الداوود ">
في كل يوم نفقد العديد من الأشخاص بسبب الحوادث المرورية والتي تعد العامل الأبرز في نسبة معدل الوفيات بالمملكة إما بسبب السرعة الجنونية أو النوم , بسبب مشكلة فنية بالمركبة أو الانشغال بالهاتف الجوال كما يحدث في مجتمعاتنا بالآونة الأخيرة.. فلا تكاد تلتفت يمنة ويسرة إلا وترى جل من حولك منشغلين بالجوال وكأن لديهم عملا ضروريا يتطلب ذلك. وليت أحدهم يكتفي بالاتصال بمكالمة صوتية ضرورية مع أن ذلك يعد مخالفة مرورية يعاقب عليها القانون.. لا بل يتعدى ذلك بالانهماك في بعض البرامج كالواتس آب والتويتر وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي حيث ترى الكثير يمسكون مقود السيارة بيد والجوال باليد الأخرى فالبعض منهم يعتقد أن هذه قمة المهارة في القيادة بينما يحاول البعض الآخر إعطاء انطباع للآخرين عن مدى أهميته. وأصبح هذا المنظر مألوفاً في جميع شوارعنا.
لاشك أن الانشغال بالهاتف المحمول يتسبب في حوادث أليمة لا تقتصر تبعاتها على صاحب المركبة فحسب بل تتجاوز ذلك إلى أبرياء لا ذنب لهم في ذلك.. حيث كشفت آخر الإحصائيات أن عدد الحوادث المرورية في المملكة بلغت ما يقارب تسعة آلاف وسبعمائة حادث مروري سنوياً تتسبب في وفاة ما يقارب سبعة وثلاثون شخصاً يومياً وتختلف الأسباب لتلك الحوادث إلا أن استخدام الجوال يتصدر أهم أسبابها فلا بد من تضافر الجهود في سبيل إيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة من خلال توعية الشباب والمجتمع ككل وكذلك من خلال تطبيق الأنظمة الصارمة ووضع حد لمن يتمادى في ارتكاب هذه المخالفة.