محمد البكر
أذكر عندما علّقت على مباراتي الهلال والعربي الكويتي والهلال والترجي التونسي ، كنت قد استغربت حينها عدم امتلاء المدرجات بالجماهير الهلالية في الشوط الأول مقارنة بأعدادها التي لا تُعد ولا تُحصى. حينها رفعت صوتي قبل صافرة الحكم مطالباً من لم يحضر للملعب أن يتحرك فوراً لمناصرة فريقه بدلاً من متابعة المباراة على التلفزيون. ومع بداية الشوط الثاني كان من الصعب أن تجد مقعداً واحداً خالياً في مدرجات الزعيم. اليوم تتكرر المشاهد ، حيث ضعف الحضور الجماهيري في معظم المباريات ، رغم أنه بطل كأس ولي العهد ومنافس على بطولة الدوري ويفوز بالأربعات في دوري أبطال آسيا !!. مشكلة الزعيم أن جماهيره لا ترضى إلا بالفوز المتواصل ، ولا تقبل غير مركز البطل ، وهواياتها تجميع الكؤوس وتكسير الرؤوس. هذه مشكلة كبيرة تواجه جميع رؤساء الهلال ومدربيه وحتى نجومه. جمهور الهلال جمهور قاس ومؤثر. في الهلال يتنافس الرؤساء على عدد البطولات التي يحققها كل رئيس ، وغير المحظوظ منهم ، من لا يحقق إلا بطولة أو بطولتين، عكس الأندية الأخرى التي ينحت فيها اسم الرئيس على كل جدار في النادي حتى لو حقق بطولة في كرة الصالات. وهي ذات المشكلة التي تواجه نجوم الفريق وتضغط عليهم ، كونهم مطالبين دائماً بالحفاظ على مستوياتهم ، وكامل لياقتهم وجاهزيتهم مهما كانت ظروفهم، ومهما كان حجم الضغوط عليهم داخل الملعب أو خارجه. بل إن هذا العشق الجنوني ينعكس على الجماهير الهلالية أنفسها بسبب طموحاتها التي لا حدود ولا سقف لها.
المدربون الذين مروا على الهلال ، وحتى أولئك الذين حققوا البطولات ، عاشوا فترات عملهم تحت تهديد أمراض الضغط والسكر ، فهم يحرقون أعصابهم داخل الملعب ، ناهيك عما سيواجهونه من غضب جماهيري بعد كل إخفاق. ولعل ما يواجهه السيد دونيس حالياً من ضغوطات وانتقادات رغم أنه حقق إحدى بطولات الموسم ، لأكبر دليل على أن جمهور الزعيم لا يقبل أنصاف الحلول..
منصور الخضيري.. الكنز المنسي
أستغرب جداً أن يكون أخونا وأستاذنا وقدوتنا منصور الخضيري بعيداً عن أي منصب إعلامي رفيع. يصعب علينا كإعلاميين استيعاب ذلك ، في الوقت الذي تفتح الأبواب لمن هو أقل كفاءة وثقافة وخبرة من أبي عبد العزيز. أعرف وأؤكد بأنّ شهادتي فيه مجروحة ، كون علاقتي معه ، هي علاقة عمر طويل ، ورفاقة درب ، وصداقة تجاوزت معنى الصداقة لتصبح أخوة ومحبة من القلب. لكن كل هذا لا يعني ألاّ أقول كلمة حق، ربما غابت عن ذاكرة من يهمه الأمر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، أو في وزارة الثقافة والإعلام ، أو هيئة الإذاعة والتلفزيون ، بأنّ هذا الإعلامي المخضرم يملك من القدرة والكفاءة والوطنية والخبرة ، ما يجعله خير سفير لإعلامنا الرياضي والثقافي في كافة المحافل الخليجية والعربية والقارية والدولية.
بيني وبينكم
- يبقى محمد الشلهوب واحداً من أهم اللاعبين السعوديين الذين اتفق عليهم الشارع الرياضي بكافة أطيافه . محظوظ هذا الموهوب بهذه الجماهيرية المطلقة.
- تحرك الأمير تركي بن خالد الساعي لإعادة الروح للبطولات العربية جاء في وقته ، خاصة وأنّ عالمنا العربي ملتهب ومحتقن ومنقسم.
- عودة الروح للاتفاق يجب ألا تتوقف ، والدعم يجب أن يستمر ، والحضور الجماهيري مطلوب خاصة في المراحل الأخيرة من المشوار.
- على النهضاويين البحث عن رئيس جديد ، فالشيخ فيصل الشهيل قدم من جهده وصحته وماله الشيء الكثير وهو بحاجة للراحة.