عبد الاله بن سعود السعدون
نظام الملالي المهزوز في طهران يحاول دائماً خلق الأزمات مع جواره العربي - دول الخليج -والاستفادة من هذا التأزيم المستمر لتمرير مشاريعه التوسعية على حساب الجيوسياسية للمشهد العربي، وكان آخر الأزمات المفتعلة تدخلها السافر باستنكار قرارات قضائية صدرت عن المحاكم السعودية ضد مجموعة من الإرهابيين، والذين أعطوا الحق الكامل للدفاع عن أنفسهم لدفع التهم الموجهة لهم حسب الأصول القضائية السائدة في العالم، وهو قرار سيادي للقضاء السعودي وتنفيذه واجب على الجهات التنفيذية بعد تصديق الأحكام من المقام السامي الذي يحظى بعناية فائقة من المستشارين المختصين في أحكام القضايا الكبرى.
وهذه الأحكام التي صدرت بإعدام مجموعة من الإرهابيين نظر الحكم فيها ثلاثة عشر قاضياً متمرساً بأصول القضاء. وبطائفية ملحوظة أثارت إيران زوبعة مفتعلة ضد تنفيذ القصاص العادل ضد المواطن السعودي نمر النمر الذي ثبتت عليه التهم الموجهة له بالتحريض على الأعمال الإرهابية ومهاجمة رجال الأمن وتعريض الأمن الوطني والقومي لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية للخطر علاوة على تهجمه المستمر بأكاذيب وافتراء وبدون مسئولية برموز الدولة التي تحظى بالحب والاحترام لدى كل المواطنين السعوديين....
النظام الإيراني وبدوافعه الطائفية حشر أنفه الملتوي بشأن سيادي سعودي من المفروض ألا يكون له رأي أو علاقه به. بل تمادى بحقده بالتحريض على التظاهر بتجميع أعداد من مجانين الحرس الثوري وعملاء استطلاعات وتوجيه التظاهرة نحو سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد وإشعال الشارع الإيراني بالفوضى والهياج واقتحام السفارة والقنصلية وتخريب وسرقة محتوياتها وحرق جزء منها دون تدخل أجهزة الأمن الإيرانية المسئولة عن حماية السفارات الأجنبية المعتمدة لدى النظام الإيراني، وبذلك خالفت طهران كل الاتفاقات والأعراف الدبلوماسية التي نظمتها اتفاقية فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية.
بهذا التصرف الغوغائي إلا مسؤول وبرهنت إيران بكل غباء بأنها دولة فوضوية غير مسؤولة ولا تحترم العلاقات الدولية. وأمام كل هذا التعدي الطائفي السافر وغير المحترم لسيادة المملكة العربية السعودية بتنفيذ قراراتها القضائية وعدم حماية سفارة وقنصلية بلادنا في طهران ومشهد جاء الرد الشجاع الباتر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإيراني غير الملتزم بالعلاقات الدولية من حسن الجوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي العربي الخليجي، وتعريض السيادة الكاملة لحالات تدخل طائفي في شأن أشقاء الوطن من محبي أهل البيت، والذين نشاركهم هذا الحب ونتلاحم معهم بعقد الوحدة الوطنية والولاء والوفاء لقيادتنا المخلصة المتمثلة في زعيم العزم والحزم العربي سلمان بن عبدالعزيز نصره الله، وساعديه ولي عهده محمد بن نايف، وولي ولي عهده محمد بن سلمان أيدهما الله، مشكلين كوكبة الشجاعة والنصر بإذن الله مع أشقائهم قادة دول الخليج العربي لحماية أمننا، ومياهنا العربية الخليجية من كل منتقم حاقد يحاول ركوب الطائفية والتآمر لبلوغ أطماعه الجغرافية بأرض الساحل الغربي من خليجنا الصامد..
جاءت مواقف التأييد والدعم الأخوي التلقائي من الأشقاء في مملكة البحرين وجمهورية السودان بقطع العلاقات مع الكيان الإيراني وتبعتهما الإمارات العربية المتحدة بسحب سفيرها من طهران وتخفيض العلاقة الدبلوماسية إلى مستوى قائم بالأعمال، كما ان كلا من دولة الكويت وقطر سحبتا سفيريهما من طهران وأعلنوا جميعهم استنكارهم للعبث الهائج للمتظاهرين في شوارع طهران ومشهد، كما أن الشقيقة سلطنة عمان أعلنت الاستنكار لأعمال الشغب في طهران..
وقد استغربت للتصريح الصحفي غير المتوازن الذي أدلى به الناطق الرسمي لمجلس الوزراء التركي نائب رئيس الوزراء نعمان قورطولمش حين قال: (إن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية أمر غير مقبول، وتنفيذ أحكام الإعدام السياسية لن يسهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق السلام في المنطقة)!!!
ولقد جاء تصريح الرئيس أردوغان محسناً لهذا التصريح غير المتناسب لحجم العلاقة الاستراتيجية بين تركيا والمملكة العربية السعودية حيث وضح أردوغان قائلاً: «إن أحكام القصاص في السعودية شأن سعودي داخلي وأعجب من التزام الصمت إزاء قتلى سوريا، ثم يحدث ضجة لإعدام سجين واحد بالسعودية»
وجاءت مبادرات الوساطة متلاحقة من أصدقاء النظام الإيراني بدءاً من الخارجية الروسية، ثم لحقها وزير خارجية العراق الجعفري إثر زيارته المفاجئة لطهران بعرض جهوده للتوسط بين الرياض وطهران. كما عرض أيضاً زعيم حزب العدالة والتنمية التركي داوود أوغلو استعداده للتوسط بين السعودية وايران والعمل على إزالة أسباب التوتر، وحاولت الدبلوماسية الإيرانية وبدهاء التملص من الاعتداء على البعثة الدبلوماسية ا لسعودية لدى إيران بتقديم رسالة اعتذار لمجلس الأمن ورمي جرم الاعتداء على جهات غير مسؤولة في الشارع الإيراني..
المملكة العربية السعودية مارست قراراً قضائياً سيادياً ولم تتدخل بالشأن الداخلي لأي دولة أجنبية ولا تسمح لأي كائن من كان بالتدخل بشؤونها الداخلية معتمدةً على عون من الله سبحانه، ومن ثم بالوحدة الوطنية للشعب العربي السعودي وبالتجهيز العالي القوي لقواتنا العسكرية وللقرار الشجاع الحاسم لقيادتنا المخلصة.