ناصر الصِرامي
سبقت الدراما السعودية كل التوقعات، لكن واقع الدواعش الدموي والإرهابي يفوق الخيال والمتصور.
في حلقة «بيضة الشيطان» ظهر الابن يتقدم برغبته لنحر والده (ناصر القصبي). وُصف المشهد حينها بأنه مبالغة واجتهاد فني للإثارة، وهُدد القصبي بالقتل حينها، إلا أن الأحداث والقصص تؤكد أن ما قدمه «سيلفي» ليس إلا بعض الصورة الصادمة لحقيقة داعش التي يحاول أنصاره والمتعاطفون معه دائماً الدفاع عنها ومواراتها.
ونتذكر بحزن ما قام به عبدالله فهد الرشيد بقتل خاله العقيد راشد الصفيان في منزله بالرياض، ليقوم بعدها بتفجير سيارة عند إحدى نقاط التفتيش على طريق الحائر؛ ما أدى إلى مقتله وإصابة رجلَي أمن.
ثم قصة الداعشي الصادمة، الذي قام بالتعاون مع شقيقه بقتل ابن عمهما الذي لم يكمل سوى شهر في وظيفته العسكرية في القوات المسلحة.
لقد أصبح خبر (داعشي يغدر بأهله، داعشي يقتل صديقه، وداعشي يقتل قريبه.. إلخ) لافتاً في تكراره، وقصصاً للتداول في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
مؤخراً، تم ارتكاب عمل مفجع لدواعش يمسكون قريباً لهم، ويطلقون عليه النار بالقرب من أحد الطرق السريعة في منطقة القصيم في مشهد دموي شيطاني آخر.
وفي التفاصيل، فإن ابن خالة المغدور بدر الرشيدي، ويدعى وائل، (طبيب في أحد مستشفيات الرياض!) اتصل بالمغدور وأوهمه بأن لديه أغراضاً لوالدته يريد تسليمها له، وهي مرسلة لوالدته.
يقول بندر إن أخاه المغدور في الثلاثين من عمره، ولديه ولدان، وينتظر طفله الثالث، وهو مسؤول عن والدته وأخ له معاق يسكن معه.
وإن الغدر حدث من أبناء الخالة؛ إذ حاولوا إركابه معهم، ولم يستطيعوا، وقضوا عليه في المكان نفسه، في مشهد صادم ومؤلم.
ويكشف أن الخونة الدواعش كانوا ينوون تنفيذ العدوان بأكثر من شخص، واتصلوا بعدد من أقاربهم، لكن لم يستطيعوا الوصول لهم؛ فقد كان التخطيط يشمل قتل أكثر من شخص في سيناريو أعدوه، ولم يستطيعوا تنفيذ إلا الجزء الأول منه.
هل لنا أن نتصور كيف وصلت بيضة الشيطان في غدرها وإرهابها وخيانتها؟ كيف أصبحت ذئاب الشر المنفردة غائبة عن الوعي تماماً، مخدرة بالكامل، لا تعترف بأقرب الأقربين؟!
حالات لا يمكن لنا أن نفسرها إلا من خلال تطرف الخطاب الديني الإقصائي، وفتاوى الكراهية التي ضاقت حتى على نفسها، وخلقت العداوة بين الأخ وأخيه، وبين الابن وأبيه..؟
الحقيقة المُرة أن تكريس عداوة الأقارب بدأت منذ وقت طويل، وهنا بعض نتائج خطابها ذاك. لقد بدأت حينما كانوا يفتون بجواز عصيان الأهل الفاسقين إذا منعوا أبناءهم من المشاركة بمخيمات وأنشطة الصحوة (المزعومة)، بل حتى ما كان يسمى جهاداً!