ناصر الصِرامي
التوقيت مهم، ولا مجال للصدفة أيضاً..
السعودية تقرر إجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية، ووقف مساعداتها بتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، وبدعم وتأييد وتفهُّم خليجي كامل، ولبنان الرسمي والشعبي في حالة ذهول وصدمة أمام الحزم السعودي الذي لم يَعُد يقبل أنصاف الحلول.
في السعودية أيضا، وعلى طول حدودها الشمالية، تقام أكبر مناورات تشهدها منطقة الشرق الأوسط في تاريخها، بل هي أضخم تحالف عسكري عالمي، والمتتبع لتعليقات بعض وسائل الإعلام الغربية سيدرك الذهول الكبير من حجم هذا الحشد العسكري الهائل.
نعم وبوضوح السعودية تستعرض قوّتها، وقدراتها وسياستها، رسالة واضحة بأن التحالف السعودي الإسلامي موحّد لمواجهة التحديات وكل التوقعات.
رعد الشمال أيها السادة ، هي الأكبر على الإطلاق عالمياً، من حيث عدد المشاركين والعتاد العسكري المستخدم الذي يشمل سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى للجيوش المشاركة.
إلى جانب قوات درع الجزيرة وقوات المملكة العربية السعودية، تشارك في المناورات قوات كل من سلطنة عمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت، والمالديف، والمغرب. إلى جانب كل من باكستان، وتشاد، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، وموريشيوس.
المناورات التي تشارك فيها قوات جوية وبرية وبحرية، تأني أيضاً في وجود دور سعودي إقليمي متزايد، شمل إعلان إرسال طائرات حربية إلى قاعدة إنجرليك في تركيا لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، والاستعداد للمشاركة بقوات برية للغرض نفسه.
أضف إلى ذلك أننا جزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش منذ سبتمبر - أيلول 2014.
رعد الشمال هي الخطوة الأولى بعد أن أعلن في الرياض في ديسمبر الماضي عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي ضد «الإرهاب».
أيضا لنتذكر أن المملكة العربية السعودية تقود منذ مارس الماضي تحالفاً عربياً آخر في اليمن ضد الحوثيين، وضد التسلل الإيراني لليمن، ومحاولات المخلوع صالح لضرب استقرار اليمن، بعد أن فقد السلطة وطعن السعودية في خاصرتها الجنوبية.
الأخبار تؤكد أن التحالف العربي أعاد الشرعية على الأقل لنحو 85% من الأراضي اليمنية. والجميع بانتظار بداية تحرير صنعاء.
رفضت السعودية أن تسقط عدن، وهذا ما حصل بنجاح. وترفض السعودية اليوم أن تسقط حلب وهذا ما سيحدث نحو إنهاء حكاية نظام الأسد الدموي والوجود الإيراني المحتل للأراضي العربية السورية.
السعودية تتحرك على الكثير من الجبهات، تحارب إرهاب الداخل والخارج، وتواجه الوجود - أو الاحتلال - والتدخل الإيراني العسكري، ورهن القرار السياسي في بغداد وصنعاء ولبنان وسوريا.
السعودية بحزم مطلق، وبقيادة راسخة تعيد للعرب بعض ما تبقى من الكرامة.
هذه هي القصة ببساطة قصة الحزم والعزم والعزة كما يضعها ويتابعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز..