د. التويجري: هدفنا تعزيز التعاون المشترك مع (الألكسو) ">
الجزيرة - المحليات:
أقيم أمس في العاصمة التونسية، حفل رسمي بمناسبة تدشين المقر الجديد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم -ألكسو-، ترأسه الرئيس التونسي السيد الباجي قايد السبسي، بحضور الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، رئيس مؤسسة الفكر العربي، والسيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، والسيد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، والدكتور عبدالله حَمَد محارب، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم -ألكسو-، وعدد من الوزراء في الحكومة التونسية، وشخصيات أخرى. وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في الحفل، أشاد في مستهلها ببناء المقر الجديد للألكسو الذي وصفه بالصرح الشامخ الذي يرمز إلى القيم السامية والمثل العليا والرسالة الحضارية التي تنهض بها الألكسو في إطار جامعة الدول العربية. واستعرض الدكتور عبدالعزيز التويجري في كلمته المراحل التي مر بها تأسيس الألكسو، فقال: لقد كان تأسيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، قبل ست وأربعين سنة، نقلةً نوعيةً في العمل العربي المشترك في مجالات التربية والثقافة والعلوم، فبعد أن كانت جامعة الدول العربية التي تأسست في سنة 1945، تتوفر على إدارة للشئون الثقافية قامت بعمل مؤسس وجليل خلال عهدَيْ المديرين الأولين لها، الدكتور أحمد أمين والدكتور طه حسين -رحمهما الله-، إلاّ أنها لم تكن تولي الاهتمام نفسَه للشئون التربوية والعلمية، ولذلك برزت الحاجة الملحّة إلى إنشاء جهاز متخصص يقوم بتطوير التعاون والتنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء في هذه المجالات المهمة ذات الصلة الوثيقة بالتنمية الشاملة المستدامة، يعمل في إطار جامعة الدول العربية، ليكون أداة لتفعيل العمل العربي المشترك بصورة عامة، ووسيلة لتعزيز الوحدة الثقافية العربية القائمة على القواسم المشتركة بين أبناء الأمة العربية. وأوضح أنه سعياً من أجل تحقيق الأهداف المرسومة في ميثاقها، اضطلعت الألكسو بمسؤولياتها، سواء لما كان مقرها في القاهرة، أو حينما انتقلت إلى تونس في مرحلة حرجة مرت بها الأمة العربية، لتبدأ انطلاقة جديدة أوفر إنتاجاً، وأوسع امتداداً، وأعمق تأثيراً في تنمية المجتمعات العربية. وذكر أن المنظمة وجدت في تونس، التي تقدر الرسالة الثقافية الحضارية في مدلولاتها العام، وتدعم بلا حدود العمل العربيَّ المشترك، البيئة المناسبة للعمل، والمناخ الملائم للإنتاج، والظروف المشجعة على تطوير عمل المنظمة والنهوض بها على جميع المستويات. وأعلن أن الألكسو حققت إنجازات رائدة وكبيرة، وتعاقب على إدارتها مديرون عامون أفاضل، مشيداً بما قاموا به من أعمال جليلة، وأعرب عن اعتزاز الإيسيسكو بالتعاون المثمر معهم، وهم الدكتور محيي الدين صابر العالم السوداني الكبير، والدكتور مسارع الراوي من جمهورية العراق، والسيد محمد الميلي الإبراهيمي من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والدكتور المنجي بوسنينة والدكتور محمد العزيز بن عاشور من الجمهورية التونسية، وفي الفترة الحالية الدكتور عبدالله حمد محارب من دولة الكويت، الذي تمنى له التوفيق في قيادة هذه المنظمة العتيدة نحو المزيد من النجاح والتألق. ومضى الدكتور عبدالعزيز التويجري قائلاً: إذا كانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم رافداً محفزاً للعمل العربي المشترك، فإن شقيقتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي تأسست في سنة 1982، تُعدّ دعامة قوية للعمل الإسلامي المشترك، فهما بذلك تتكاملان على عديد من المستويات، وتلتقيان حول أهداف مشتركة من حيث عمقها وجوهرها وانعكاساتها على المجتمعات العربية الإسلامية، وتأثيراتهما في دعم التنمية الشاملة المستدامة في العالم العربي الإسلامي. وبهذا الاعتبار، فإن تعزيز العمل الذي تقوم به الألكسو والإيسيسكو وتطويره، ضرورتان ملحتان تفرضهما طبيعة التحديات الحضارية والإنمائية التي تواجه العرب والمسلمين جميعاً، سواء في هذه المرحلة، أو في المراحل المقبلة، على أكثر من صعيد، لحماية الخصوصيات الثقافية والحضارية، ولتعزيز القدرات التربوية والعلمية والثقافية للولوج إلى مجتمع المعرفة، وللاندماج في التحولات الكبرى التي يعرفها العالم اليوم في الحقول التي تدخل ضمن اختصاصات المنظمتين. وأكد أن الأهداف المشتركة بين المنظمتين العربية والإسلامية، والمهام الجامعة بينهما، على الرغم من اختلاف في مساحة المجال الجغرافي للعمل الذي تقومان به، كل ذلك اقتضى إقامة جسور للتعاون بين الألكسو والإيسيسكو، لتنفيذ الأنشطة والبرامج التي تصبّ في دعم التنمية التربوية والعلمية والثقافية التي هي المشروعُ الحضاريُّ العربيّ الإسلاميّ الذي يستدعي تضافر الجهود وتكثيف المساعي للنهوض بأمتنا المجيدة، ولترسيخ القاعد لازدهار إنمائي يُحقق للدول الأعضاء المزيد من التطور والتكامل والتعاون. وقال أيضاً: لقد مرت اثنتان وثلاثون سنة على التوقيع على اتفاقية التعاون بين الإيسيسكو والألكسو، نفذت خلالها مئات البرامج والأنشطة المشتركة التي استفادت منها الدول الأعضاء، ولا زلنا نواصل العمل في إطار هذه الاتفاقية، من خلال برامج التعاون المشترك، وإننا حريصون على توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل برامج وأنشطة كثيرة تخدم جميعها الأهداف الإنمائية للدول الأعضاء. وإذا كنا ندرك جيداً أن المهام الموكولة إلينا صعبة والمسؤوليات التي ننهض بها ثقيلة، فإن إرادتنا المشتركة، وتصميمنا القويّ على التغلب على المشاكل، كل ذلك يحفزنا لمواصلة العمل وتجديده ويدفعنا إلى تحسين الأداء وتجويده، إحساساً منا بأن دولنا الأعضاء تريد من المنظمتين الكثير من الإنجازات حتى تكونا في مستوى طموحات الشعوب العربية الإسلامية، بإذن الله تعالى. واختتم الدكتور عبدالعزيز التويجري كلمته بقوله: إن الطريق أمامنا في الإيسيسكو والألكسو في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا، مليئة بالتحديات، وإن الأعباء التي نتحملها كثيرة، ولكننا واثقون بحول الله وقوته، في قدرة شعوب بلداننا على النهوض والخروج من هذه الأزمات المتلاحقة التي تحاصرها، بقدر أكبر من وحدة الصف والهدف، ومضاء العزيمة ونفاذ الرؤية.. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا ويلهمنا الحكمة والسداد في القول والعمل، لما فيه الخيرُ والصلاحُ لأمتنا العربية الإسلامية، وللإنسانية جمعاء.