د. خيرية السقاف
يتعافى المرء حين يشعر بالرضا،
والعافية ليست لحظتها غير عمل قام به ولم يخجل،
وموقف اتخذه في النور،
ووجهه في اتجاه الشمس،
وقلبه مغمور بالنهر..!
العافية رضا،
العافية نقاء،
العافية طهر،
العافية نور،
المركبة لا تلف دواليبها بلا وقود..
الساقية لا تفعل دون ماء..
العافية وقودها انتصار على جزء من بشريته يعيش في خفائه داكنا، راجفا،
لا يتجه للشمس، ولا ينغمس في النهر..!!
العافية مواجهة صادقة في كل لحظة خلوة مع هذا المخبوء في صدره إلى أن يخرجه
فيستنشق النور، يتعطر بشعاع الشمس، يتطهر بعذب النقاء،
يتحرك كما الساقية، ودولاب المركبة، عفيَّ الوقود، جليَّ الموجة..!!
وليكتمل الرضا له، وليتجلى الموقف منه..
ليس هناك محكمة أصدق من محكمة ذاته..
ولا جلادا أقسى من جلادها..!
فمحكمة الذات عادلة في ضوء أن يكون الرضا غاية محياه،
وخشية منتهاه..!!
وعندما يكون المرء أول ما يعنيه في حياته، أنه معافى من ظلمة مختبئه،
وخجله من عمله !!..