محمد بن عيسى الكنعان
يمكن أن تصنف الدول على مستوى العالم من حيث النمو والحضور والتأثير إلى ثلاث دول؛ دولة مركزية أو محورية في منطقتها بما يحقق تأثيرها الإقليمي، ويعكس ثقلها السياسي العالمي، وقوة حضورها في العلاقات الدولية، ودولة أخرى متطورة في ذاتها،
وفاعلة في منطقتها وتتمتع بعلاقات دولية جيدة، ودولة ثالثة هامشية على الخريطة السياسية العالمية رغم نموها الذاتي وحضورها الإقليمي.
في ضوء ذلك؛ ودون تحيز أو مبالغة فإن المملكة العربية السعودية دولة من الطراز الأول، أي دولة محورية في منطقتها العربية، ومركزية على مستوى الشرق الأوسط، ولها مكانة عظيمة في العالم الإسلامي لا يُدانيها أحد، كما لها ثقلها السياسي في الهيئات والمنظمات والمحافل العالمية بما يؤثر على القرارات الدولية، وتتمتع بوضع اقتصادي متين وقوي جعلها من دول مجموعة العشرين على مستوى العالم، حتى إنها صاحبة الصوت الأعلى في منظمة (أوبك)، فضلاً عن علاقاتها الدولية المتشعبة.
لهذا فعندما نتحدث عن السعودية، أو نتباهى بمكانتها الدولية المرموقة، أو نؤكد دورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط؛ فلأنها تعني الكثير للعالم أجمع، بتعدد قاراته ومختلف دوله، وتنوع هيئاته ومجتمعاته. فعلى مستوى الخليج العربي هي الشقيقة الكبرى، التي يُشكّل استقرارها وواقع أمنها العامل الرئيس في استقرار بقية دول مجلس التعاون، وملاذ هذه الدول في النائبات كما حدث مع الكويت العام 1990م، ومع البحرين العام 2011م. وعلى مستوى المنطقة العربية، تُعتبر المملكة صاحبة القرار العربي، الذي يجمع العرب، ويوحد كلمتهم، ويحمي وجودهم ضد التدخلات والمشاريع التوسعية للدول الأخرى، كما حدث في قرارها التاريخي لإطلاق (عاصفة الحزم) باليمن؛ لإعادة الشرعية وقطع اليد الإيرانية، وثبات موقفها المشرف لصالح الشعب السوري ضد نظام الأسد المجرم. وعلى مستوى العالم الإسلامي تتبوأ المملكة المكانة الأسمى؛ فهي مهد الرسالة المحمدية، ومهبط الوحي، ومأرز الإسلام بوجود الحرمين الشريفين، وعلى مستوى العالم هي الرقم الأول في الاقتصاد النفطي الذي يحكم كل صناعات الدول المتقدمة، ويؤثر على أسواق العالم.
لهذا تعني المملكة العربية السعودية للخليجي الأمن والاستقرار، وللعربي رد الاعتبار والكرامة، وللمسلم القبلة والوحدة الإسلامية، والأرض التي تجمع المسلمين في مؤتمرهم السنوي الكبير (الحج)، ولغير المسلم فرص العمل، والعلاقات الإنسانية الكريمة، والاقتصاد الفعّال، كما تشكّل الشريك الرئيس في تكريس القيم الإنسانية والحضارية، من محاربة الإرهاب إلى نشر لغة الحوار، والتعاطي الثقافي والتبادل الحضاري.
وعليه؛ ينبغي دوماً أن نعتز بمملكتنا، وأن نلتف حول قيادتها، ونثق بقدراتها، ونعي تماماً مكانتها العالمية التي تجعل الدول الكبرى تأخذ بالحسبان والاعتبار مواقف المملكة وقراراتها الإقليمية والدولية. وأن هتافات التشكيك وتصريحات الطعن في المملكة وسياستها من قِبل دول أو جماعات أو تنظيمات؛ ليست إلا دليلاً على أن الصراخ على قدر الألم. والعزة للإسلام والعرب والمجد للسعودية.