رقية الهويريني
مرّ الشهر الثاني من عام 2016م ونحن نتطلع لبوادر من التفاؤل والأمل بانفراج الأوضاع المتوترة بالوطن العربي، ونرجو أن يمتد التفاؤل داخل وطننا الحبيب، فيعم التنوير أرجاءه وينتشر الوعي بين أوساطه.
ومما ينبئ بالتفاؤل تعليقات القراء ومناقشتهم الواقعية لما يقرؤونه في زاوية المنشود التي بدأت تنحو منحًى معتدلاً بعيداً عن التشنج والتشكيك، ولعلِّي أرجع ذلك لوصولهم لقناعة «أننا في مركب واحد» ننشد النماء لبلدنا الغالي، وهو ما يشعرني بأننا نسير نحو الطريق السليم.
*** في مقال (الخطاب والإرهاب) يقول القارئ محمد: « نرجو من مجلس الشورى إعادة النظر والموافقة على نظام حماية الوحدة الوطنية، الذي يجرّم ويعاقب كل من يتعرض لدين أو مذهب أو طائفة أو عرق أو لون أو جنس من أي شخص كان، وبأية وسيلة كانت».
*** في مقال (العزلة والاعتزال) يؤيد القارئ أبو مبروك العزلة ويقول «خير ما يمكن أن نفعله في زماننا هذا أن نمارس العزلة قدر الاستطاعة». أما أبو خلوفة فيرى أنّ العزلة يجب أن تكون مبررة ومؤقتة، وإلا تحولت مرضاً نفسياً. بينما يعلق الشاعر عبد الله سعد الغانم على ما ورد بقوله» العزلة خلوة بالرب، عافية في الدين، علاج للقلب، راحة للنفس وسلامة من الخَلْق خصوصًا في زمن الفتن المائجة، وسيواجه المعتزل لوماً وتشكيكاً وانتقاصاً واتهاماً في عقله وسلوكه». ويرى الشاعر الكريم أن يتوسط المرء بين العزلة عن الناس والاختلاط بهم، ويورد الحديث (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). ويذهب القارئ إبراهيم الموسى لأبعد من عزلة البشر حيث يقول « حتى الدول تدخل أحياناً في حالة عزلة خصوصاً بعد الكوارث الكبرى، كما حدث لليابان بعد قنبلتي هيروشيما وناجازاكي».
*** تفاعل جمع كبير من القراء مع مقال (براءة الطفولة ووحشية الحروب!) حيث يقول القارئ الكريم مهدي: «حين يتحول الأطفال لدروع بشرية نكون قد بلغنا ذروة المأساة». ويشاركه القارئ مشاري النوفل بقوله: الحروب لها آلامها الشديدة وأثمانها الفادحة. ويرى القارئ طلال أننا كلنا مسؤولون أمام الله عن أي ضرر يحدث للصغار.
نسأل الله أن يعم السلام أنحاء المعمورة ويجنب بلادنا الفتن.