رقية الهويريني
قبل عدة سنوات حصلت مشادة بين موظفتين في إدارة تعليم البنات بمنطقة الرياض، وانقسمت الموظفات في الإدارة لفرقتين إحداهما متفرجة والأخرى متصدية للعدوان، حيث سعين لفض الشجار الذي نتج عنه إصابة إحداهما وانتهى بالتهديد والترصد!
حينها كتبت مقالاً أطالب بتوفير كادر نسائي للقيام بمهام الأمن داخل مباني مدارس البنات وتدريبهن على مهارات الأمن والسلامة المدرسية وآلية التعامل مع الحوادث المدرسية الطارئة، ولا زلت أطالب بذلك وبتشكيل فريق أزمات عند تعرض بعض المدارس لعوارض طارئة ولاسيما أن حراس المباني من الرجال كبار السن يغط بعضهم في النوم، أو ينشغلون باحتساء القهوة أو يغلقون الباب ويذهبون لقضاء مشاغلهم!
ولعل الكثير من القراء قد استيقظ على خبر المعلم السفاح الذي اقترف جريمة قتل جماعي ذهب ضحيتها ستة أشخاص وإصابة اثنين آخرين من مشرفي ومعلمي مكتب التعليم بمحافظة (الداير) شرق منطقة جازان وهم يؤدون مهامهم. حيث اقتحم المبنى دون أن يعترضه أحد رغم أن سلاحه كان مشهراً للعيان! وبرر جريمته بالظلم الذي وقع عليه بسبب ظروف النقل! وأياً كانت الأسباب فلا تبرر جريمة معلم للمواد الشرعية وقتله النفس التي حرم الله. والعجيب أنه تم قتل المعلم برناوي قبل سنتين في ذات المحافظة على يد أحد الطلاب بسبب فض مشاجرة بين الطلبة!
وقوع الجرائم الأخيرة في المساجد والمدارس ومؤخراً في مبنى إدارة تعليم الداير يشير إلى ضرورة وجود رجال وسيدات أمن للكشف الشخصي على كل الداخلين لإدارات التعليم والمدارس والمعاهد والمراكز الصحية والمشاغل النسائية وكل مبنى يضم موظفين ومراجعين وزوارا يفترض أن يتوافر لهم الأمن والسلامة، واتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير للمحافظة على الأرواح والممتلكات، وضرورة تسخير التكنولوجيا في هذا المجال، حيث بإمكانها تحقيق الأمن للمدارس من خلال استخدام كاميرات مراقبة وأجهزة البصمة للمعلمين والمعلمات والزوار، وضرورة كشف الزائرات وجوههن للتأكد من هوياتهن. هذه الإجراءات أحد أشكال الوقاية من الجريمة والتصدي للمجرمين مثلما هو متوافر في الأسواق الكبيرة!
وفي ظل هذه الحوادث لكأني أرى خطراً محدقاً يتربص بنا حالياً يتمثل بوضع آلات الصرف الآلي في الشوارع، وإمكانية تعرّض الناس للسرقة أو إشهار السلاح والتعرض للقتل؛ لذا ولمزيد من تحقيق الأمن ينبغي نقلها داخل الأسواق أو المجمعات التجارية التي تعمل 24 ساعة لوجود رجال الأمن كأحد الاحتياطات الأمنية.
ولا شك أن الوقاية من الجريمة والتنبؤ بها قبل حصولها هو أفضل من علاج نتائجها.